منتديات ســــــــــــــــحـــــــر العــــــــــــــــــــيون
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


أروع منتدى لأروع أعضاء بادارة محمد الصعيدي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أساليب التحقيق في السجون الاسرائيلية (الجزء الثاني)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أبو إسلام الصعيدي
عضو فعال جدا
عضو فعال جدا
أبو إسلام الصعيدي


عدد الرسائل : 525
العمر : 33
تاريخ التسجيل : 14/10/2008

أساليب التحقيق في السجون الاسرائيلية (الجزء الثاني) Empty
مُساهمةموضوع: أساليب التحقيق في السجون الاسرائيلية (الجزء الثاني)   أساليب التحقيق في السجون الاسرائيلية (الجزء الثاني) Icon_minitime2008-10-23, 7:57 am

أساليب التحقيق في السجون الاسرائيلية (الجزء الثاني) 60_


أساليب التحقيق في السجون الاسرائيلية (الجزء الثاني)
الصراع‏ بين‏ الحق‏ والباطل‏‏‏

بسم‏ الله‏ الرحمن‏ الرحيم‏
( ولولا‏ دفع‏ الله‏ الناس‏ بعضهم‏ ببعض‏ لفسدت‏ الأرض)
صدق‏ الله‏ العظيم‏

فكرتا‏ الخير‏ والشر‏ متأصلتان‏ في‏ الأرض منذ‏ وجود‏ الخليقة‏ وقد‏ استمر‏ الصراع‏ بينهما‏ بأشكال مختلفة‏ عبر‏ مسيرة‏ التاريخ ومهما‏ قويت‏ عدة‏ الشر‏، وسادت‏ دولته‏ في‏ مراحل‏ مختلفة‏، فإن‏ الخير‏ يظل‏ الهدف‏ الأسمى للإنسان، والطموح‏ الذي‏ يقود‏ خطاه.

إن القدس‏ اليوم‏ هي‏ مركز‏ الصراع‏ الكوني‏ بين‏ الخير‏ والشر وهي خط‏ التماس‏ الأول بينهما وإذ يستمر‏ تضخم‏ الكيان‏ الصهيوني‏ ديمغرافياً‏، ‏ويحلم‏ بالتوسع‏ الجغرافي‏، ‏وتتسع‏ دائرة‏ النفوذ‏ الغربي‏ والوصاية‏ الأمريكية على‏ مقدرات‏ الدول‏ والحكومات‏ العربية‏، وتتسع‏ السجون‏ وتتكاثر‏ المعتقلات‏ ويشتد‏ القمع‏ ضد‏ شعبنا‏ البطل‏ وثورته‏ العارمة‏، فان‏ حركة‏ التحرر‏ الإسلامي والعالمي‏ تنمو‏ وتتعاظم‏، ‏وفي‏ طليعتها‏ حركة‏ الجهاد‏ الإسلامي في‏ فلسطين‏ لتؤسس‏ لسابقة‏ حضارية‏ أصيلة الجذور‏ وراسخة‏ المعاني‏ الإنسانية، معبرة‏ عن‏ نفسها‏ بالانتفاضة‏ الإسلامية المباركة‏ التي‏ أشرقت في‏ نهر‏ الدم‏ الإسلامي على‏ بوابات‏ غزة والقدس‏ وجنين‏ وكل‏ جزء‏ في‏ ثرى‏ فلسطين‏ الحبيبة.

والصراع بمعناه‏ الأخلاقي يدور‏ على‏ مستويين :

أ‏ -‏ الصراع‏ بين‏ الحق‏ والباطل‏«‏والنصر‏ فيه‏ ولو‏ طالت‏ مدته‏ يكون‏ لصالح‏ الحق‏ بعون‏ الله‏.

ب‏ -‏ الصراع‏ بين‏ باطلين‏، والغلبة‏ فيه‏ لصالح‏ الباطل‏ الأقوى.

ونحن‏ نعتقد‏ اعتقاداً‏ يقينياً‏ جازماً‏ أن صراعنا‏ مع‏ الصهاينة‏ هو‏ من‏ المستوى‏ الأول، ‏صراع‏ الحق‏ والباطل.

ومن‏ هنا‏ تتأتى‏ قناعتنا‏ بالنصر. ولكن‏ الله‏ سبحانه‏ وتعالى‏ عندما‏ بسط‏ لنا‏ أسس حياتنا‏، ونظام‏ وجودنا‏ في‏ تعاليمه‏ التي‏ لا‏ يأتيها‏ الباطل‏ حسبما‏ وردت‏ في‏ القرآن‏ الكريم‏ وفي‏ سنة‏ رسولنا‏ العظيم‏ عليه‏ أتم الصلاة‏ والسلام‏، أمدنا بتوجيهات‏ وأشار لنا‏ بوسائل‏ لابد‏ من‏ اتباعها‏ حتى‏ نبلغ‏ النصر بل‏ إن مرضاة‏ الله‏ لا‏ تستقيم‏ إلا إذا سعينا‏ إلى إحراز النصر‏ وتحقيق‏ الغلبة‏ لدين‏ الله‏ على‏ أعداء دينه‏ وأمته.

وكما‏ أسلفنا فإن‏ صراعنا‏ في‏ فلسطين‏ هو‏ لب‏ الجهاد‏ اليوم‏، ورأس‏ معارك‏ الإسلام لأن‏ احتلال‏ فلسطين‏ -‏ يهدف‏ على‏ رأس‏ ما‏ يهدف‏ -‏ إلى تشتيت‏ المسلمين‏، وإضعافهم، ووضعهم‏ في‏ موضع‏ الهزيمة‏، بحيث‏ لا يستطيعون‏ إحراز منهج‏ يلبي‏ حاجة‏ الإسلام إلى التفوق‏ في‏ الأرض والتمكين.

التنظيم
لماذا‏ التنظيم‏؟

تشهد‏ الفترة‏ المعاصرة‏ وجود‏ قوى‏ سياسية‏ وتنظيمات‏ تنبثق‏ من‏ المفاهيم‏ الإسلامية، في‏ مواجهة‏ الأنظمة المتسلطة‏ التي‏ تحاول‏ تشويه‏ قيم‏ الإسلام.

ومهمة‏ القوى‏ السياسية‏ أو التنظيم‏ الإسلامي أن يحشد‏ الطاقات‏ ويجمعها‏ في‏ إطار واحد‏، بحيث‏ تصبح‏ قوة‏ جماعية‏ قادرة‏ على‏ التغيير.

والأنظمة التي‏ تحارب‏ الإسلام، وتخشى‏ قدرته‏ على‏ تغيير‏ واقع‏ الأمة السيئ، ‏تسمح‏ للمسلمين‏ أن يقيموا‏ شعائر‏ الإسلام ويمارسوا‏ العبادات‏، وان‏ يتفقهوا‏ ويتحدثوا‏ بالإسلام وان‏ يمارسوا‏ الأعمال الاجتماعية‏ والنشاطات‏ الفكرية‏ التي‏ لا تؤدي‏ بشكل‏ مباشر‏ إلى تغيير‏ الواقع‏ والتأثير‏ على‏ الأنظمة.

ولكنها‏ تستخدم‏ جميع‏ الأساليب لمنع‏ المسلمين‏ من‏ تأطير‏ عملهم‏ الفكري‏ والسياسي‏ في‏ تنظيم‏ لأنها تعرف‏ أن أي تنظيم‏ إسلامي يهدد‏ وجودها‏ بشكل‏ مباشر.

إن هذه‏ الأنظمة تحارب‏ الجهاد فالجهاد‏ هو‏ أساس عمل‏ أي تنظيم‏ إسلامي.

والجهاد‏ هو‏ وحده‏ الكفيل‏ بتغيير‏ واقع‏ الفساد‏ والاستضعاف‏ الذي‏ يعاني‏ منه‏ المسلمون‏ وتغيير‏ هذا‏ الواقع‏ غير‏ الإسلامي يعني‏ الإطاحة بالأنظمة التي‏ تحكم‏ فيه.

إن الإسلام حتى‏ يقود‏ الحياة‏ من‏ جديد‏ لابد‏ له‏ أن يتمثل‏ في‏ تجمع‏ عضوي‏ حركي‏ جديد‏، ‏يستمد‏ قيمه‏ وتصوراته‏ وموازينه‏ من‏ الإسلام، ‏ولابد‏ لهذا‏ التنظيم‏ من‏ النضج‏ على‏ المستويات‏ التالية‏.

أ‏ -‏ النضج‏ العقائدي‏ :
لا يمكن‏ لمن‏ يحمل‏ رسالة‏ للناس‏، أن يؤديها‏ وهو‏ يجهلها‏، ولا‏ يمكن‏ للإنسان أن يكون‏ مسلماً‏ رسالياً‏ كونه‏ مسلماً‏ حسب‏ شهادة‏ الميلاد.

والنضوج‏ العقائدي‏ يستوجب‏ على‏ المسلم‏ الرسالي‏ الوعي‏ بالإسلام عقيدة‏ وفقهاً‏ وتاريخاً‏ وحفظاً‏ للقرآن‏ الكريم‏ ومعرفة‏ بسنة‏ الرسول‏ علية‏ الصلاة‏ والسلام.



ب‏ -‏ النضج‏ السياسي‏ :
أن تنظيماً‏ ناشئاً‏ يحمل‏ أيديولوجية ثورية‏ تغييرية‏، ‏هو‏ تنظيم‏ معرض‏ للصدام‏ المباشر‏ مع‏ القوى‏ السائدة‏ محلياً‏ وإقليمياً‏ ودولياً وهذا‏ يتطلب‏ من‏ التنظيم‏ الإحاطة بالوضع‏ السياسي‏، ‏كي‏ يحدد‏ بدقة‏ أسلوب عمله‏، وأدوات الصراع‏، ونقاط‏ قوة‏ الخصم‏، وبنيته‏ الداخلية‏، وطبيعة‏ تحالفاته‏، والتناقضات‏ المركزية‏ والثانوية.

وعلى‏ التنظيم‏ الإسلامي خاصة‏ أن ينطلق‏ في‏ فهمه‏ للمتغيرات‏ من‏ فهمه‏ للتفسير‏ الإسلامي للتاريخ‏، ومن‏ وعيه‏ الشمولي‏ بالحقائق‏ القرآنية‏، ‏وان‏ يقرأ‏ معطيات‏ التاريخ‏ الحديث‏ قراءة‏ مختلفة‏ عن‏ السائد‏ ليستخلص‏ منها‏ الدروس‏ والعبر.

ج‏ -‏ النضج‏ التنظيمي :
تحدد‏ بنية‏ أي‏ تنظيم‏ مدى‏ قدرته‏ على‏ الاستمرار‏، وعلى‏ تحقيق‏ إنجازات ملموسة فإذا‏ كانت‏ بنيته‏ الداخلية‏ تمتاز‏ بحيوية‏ وارتباط‏ عضوي‏ بين‏ أفراده، وتقدم‏ للأعضاء إمكان العمل‏ بروح‏ الفريق‏ أو بتضامن‏ الجماعة‏ بواسطة‏ علاقة‏ مرنة‏ أخوية، ‏وبواسطة‏ نظام‏ اتصال‏ داخلي‏ يتيح‏ توزيعاً‏ سليماً‏ للمعلومات‏، ‏ومتابعة‏ جيدة‏ لأداء الخلايا‏ والأفراد، وإذا كانت‏ هذه‏ التركيبة‏ ترتبط‏ بالمحيط‏ الجماهيري‏ بشكل‏ شمولي‏ وتبادلي‏ بحيث‏ لا‏ تحصل‏ لدى‏ التنظيم‏ عزلة‏ نخبوية‏ عن‏ شعبه‏، وبحيث‏ تحقق‏ للتنظيم‏ القدرة‏ على‏ تمثل‏ هموم‏ الناس‏ وتوظيفها‏ في‏ خدمة‏ العنوان‏ العريض‏ أو الهدف‏ الأسمى الذي‏ ينشط‏ من‏ أجله‏، وإذا وفرت‏ البنية‏ الداخلية‏ شرط‏ دقة‏ العمل‏ والانضباط‏ والالتزام‏ وتأثير‏ الأفراد في‏ اتخاذ‏ القرار‏ بحيث‏ تنمى‏ القدرات‏ ويتعزز‏ عنصر‏ المبادرة‏ في‏ العضو‏، إذا توفرت‏ هذه‏ الشروط‏ في‏ بنية‏ التنظيم‏ كان‏ قادراً‏ على‏ الاستمرار‏، وتخطي‏ المعوقات‏ والضربات‏ التي‏ لا بد‏ وأن‏ يتعرض‏ لها‏، وكان‏ مرشحاً‏ لتحقيق‏ غايته‏ والانتصار‏ مهما‏ قست‏ الظروف‏ أو طال‏ به‏ الزمن.

د‏ -‏ النضج‏ الأمني:
الأمن يعني‏ الطمأنينة‏ بشكل‏ عام‏، ويعني‏ المحافظة‏ على‏ التنظيم‏ من‏ اختراقات‏ المخابرات‏ وعدم‏ تسرب‏ المعلومات‏ السرية‏ التي‏ تتعلق‏ بالتنظيم‏ ومخططاته‏ خارج‏ الأطر الخاصة‏ بها‏، ويعني‏ الحفاظ‏ على‏ سلامة‏ أفراد التنظيم‏ على‏ اختلاف‏ مواقعهم‏ -‏ والحفاظ‏ على‏ السلامة‏ لا يعني الخوف‏ على‏ الحياة .

وقد‏ علمنا‏ الرسول‏ الكريم‏ أن المؤمن‏ كيَس‏ فطن‏، ‏وأن‏ كلاً‏ منا‏ على‏ ثغرة‏ من‏ ثغر‏ الإسلام فلا‏ يؤتين‏ من‏ قبله‏، ‏وهذا‏ يعني‏ الحرص‏ واليقظة‏ وعدم‏ التعامل‏ مع‏ الأمور بسذاجة. فالمحيط‏ الذي‏ يعمل‏ فيه‏ التنظيم‏ محيط‏ غير‏ متجانس‏ وغير‏ نقي‏، ‏لأن‏ الأعداء والأنظمة القائمة‏ تسعى‏ بأكثر‏ من‏ أسلوب وبإمكانات عريضة‏ لاختراق‏ التنظيم‏ والتشويش‏ عليه‏ بالمعلومات‏ المضللة‏، ‏وتصفية‏ عناصر‏ قوته‏ دون‏ اللجوء‏ إلى الصدام‏ المباشر.

لذلك‏ على‏ التنظيم‏ أن يغرس‏ في‏ أعضائه الحس‏ الأمني، والصلابة‏ معتمداً‏ على‏ التربية‏ الإسلامية الرائدة‏ في‏ هذا‏ المجال.


هـ‏ -‏ النضج‏ العسكري‏ ‏:
أن الجهاز‏ العسكري‏ للحركة‏ الجهادية‏ هو‏ الذراع‏ القوية‏ التي‏ تحمي‏ التنظيم‏، ‏وهو‏ الدرع‏ الواقي‏، ‏والقوة‏ الرادعة‏ للأعداء أن يتجرؤوا على‏ ضرب‏ الحركة‏ التنظيمية‏، وهو‏ الأداة الضاربة‏ التي‏ تنفذ‏ العمل‏ الثوري‏ من‏ أجل‏ إيقاع الخسائر‏ بالعدو‏، ‏وزعزعة‏ استقراره‏ وأمنه، وإضعاف قوته‏، وبالتالي‏ تمكين‏ التنظيم‏ من‏ الاستمرار‏ بين‏ الجماهير‏ باكتساب‏ تعاطفها‏ وتأييدها‏ المتزايدين.

على‏ أفراد الجهاز‏ العسكري‏ التحلي‏ بلياقة‏ بدنية‏ خاصة‏، وهدوء‏ نفسي‏، وقدرات‏ عقلية‏، ‏وقبل‏ ذلك‏ كله‏ بالإرادة القوية فهم‏ عرضة‏ لظروف‏ صعبة‏ وتحديات‏ قاسية‏ تضغط‏ على‏ الجسد‏ والأعصاب. والمعلومات‏ التي‏ يمكنهم‏ الاعتراف‏ بها‏ للعدو‏ إذا ما‏ تعرضوا‏ للتعذيب‏ القاسي‏ هي‏ من‏ أنفس‏ المعلومات‏ قيمة‏ وأخطرها أثراً‏ على‏ التنظيم.

لذلك‏ لابد‏ من‏ إعداد متواصل‏ وتدريب‏ خاص‏، وتربية‏ شاملة‏ لعناصر‏ العمل‏ العسكري.

إن عليهم‏ أن يدركوا‏ أسس العمل‏ العسكري‏ وأن‏ يحيطوا‏ بأساليب‏ القتال‏، ولكن‏ عليهم‏ أيضاً‏ أن يكونوا‏ عباداً‏ لله‏ روحانيين‏، يحملون‏ في‏ نفوسهم‏ شعوراً‏ عظيماً‏ بالرسالة‏ التي‏ أنيطت بهم‏، ‏وهذا‏ يعطيهم‏ ثقة‏ عالية‏ بالنفس‏ تكون‏ لهم‏ خير‏ عون‏ على‏ أداء مهامهم‏، وأشد‏ درع‏ يقيهم‏ قسوة‏ الامتحان‏ أمام الأعداء إذا تعرضوا‏ للأسر والتعذيب.

وعليهم‏ أن يتعلموا‏ كل‏ ما‏ يلزمهم‏ في‏ عملهم‏ العسكري‏، ‏حسب‏ توزيعه‏ عليهم‏ من‏ استخدام‏ المتفجرات‏، والتشريك‏ والشيفرة‏ والاقتحام‏ والخطف‏ وأساليب الهجوم‏ والدفاع‏، وفنون‏ حرب‏ الشوارع‏ وحرب‏ العصابات.. الخ‏ .

يتعرض‏ المجاهد‏ إلى احتمالات‏ ثلاثة في‏ أدائه الجهادي‏ حتى‏ يحرز‏ النصر‏، وهذه‏ الاحتمالات‏ :
o الاعتقال‏
o المطاردة‏
o الشهادة‏

وهذه‏ الدراسة‏ مخصصة‏ للحالة‏ الأولى، وهي‏ تعرض‏ المجاهد‏ للاعتقال وسنتحدث‏ عن‏ أساليب العدو‏ في‏ انتزاع‏ الاعترافات‏ والمعلومات‏ من‏ المجاهد‏ الأسير، وعن‏ وسائل‏ مقاومة‏ الانهيار‏ وكيفية‏ المحافظة‏ على‏ الثقة‏ بالنفس‏ والإيمان بنصر‏ الله‏ والصبر‏ على‏ المحنة‏، وعدم‏ التفريط‏ بالمعلومات‏ التي‏ يحتاجها‏ الأعداء للقضاء‏ على‏ التنظيم‏ أو النيل‏ منه.

إذا تعرض‏ المجاهد‏ للاعتقال‏، فإن‏ أول ما‏ يسعى‏ له‏ الأعداء هو‏ انتزاع‏ المعلومات‏، ‏ومرحلة‏ انتزاع‏ المعلومات‏ تسمى‏ مرحلة‏ التحقيق.

التحقيق

فما‏ هو‏ علم‏ التحقيق‏؟‏
هو‏ مادة‏ تدرس‏ في‏ الأكاديميات العسكرية‏، وخصوصاً‏ فرع‏ الاستخبارات‏، وله‏ قوانينه‏ وشروطه‏ ووظائفه‏، ويستند‏ إلى علوم‏ الفسيولوجيا‏ العصبية‏، وعلم‏ النفس.

تعريف‏ التحقيق‏:
وهو‏ صراع‏ بين‏ إرادتين إرادة المحقق‏ وإرادة المعتقل .

وهو‏ أسلوب يعمد‏ من‏ خلاله‏ المحقق‏ إلى الحصول‏ على‏ المعلومات‏ عن‏ المناضل‏، ‏وعن‏ التنظيم‏ وعن‏ المحيط‏ والبيئة‏ والعلاقات‏ التي‏ كان‏ المعتقل‏ يتحرك‏ من‏ خلالها. وخاصة‏ المعلومات‏ السرية. والتحقيق‏ جزء‏ من‏ المعركة‏ التي‏ يخوضها‏ المناضل‏ أو المجاهد‏ ضد‏ أعدائه، وهذا‏ الجزء‏ يمثل‏ المرحلة‏ السلبية‏، التي‏ يكون‏ فيها‏ المجاهد‏ تحت‏ ضغط‏ العدو‏ دون‏ أن يمتلك‏ من‏ وسائل‏ المواجهة‏ سوى‏ إرادته العارية‏، وقدرته‏ على‏ ضبط‏ نفسه‏ والصبر‏ حتى‏ تمر‏ هذه‏ المرحلة‏ بأقل‏ قدر‏ من‏ الخسائر‏، يعني‏ بأقل قدر‏ من‏ المعلومات‏ المنتزعة‏ من‏ جانب‏ المحقق‏، حينها‏ يحقق‏ المجاهد‏ انتصاره‏ على‏ عدوه‏ بدون‏ سلاح .

طريقة‏ التحقيق‏ :
هي‏ الكيفية‏ الثابتة‏ المدروسة‏ التي‏ يستخدمها‏ العدو‏ للوصول‏ إلى غايته‏، ‏وتتراوح‏ بين‏ الضغط‏ النفسي‏ والعقلي‏ والجسدي‏ المتواصل‏ لتدمير‏ أسس المقاومة‏ الداخلية‏، ليصل‏ المناضل‏ إلى مرحلة‏ الانهيار‏ والإدلاء بالمعلومات‏ التي‏ يريدها‏ العدو.

أسلوب التحقيق‏ :
هو‏ الكيفية‏ المتغيرة‏ لتحقيق‏ غاية‏ التحقيق‏، فالأسلوب ليس‏ الطريقة‏، الطريقة‏ ثابتة‏ أما الأسلوب فمتغير وبهذا‏ المعنى‏، فليس‏ هناك‏ أسلوب واحد‏ بل‏ عدة‏ أساليب، كل‏ أسلوب يعالج‏ حالة‏ معينة‏ في‏ ظروف‏ معينة والمحقق‏ يختار‏ أسلوباً‏ واحداً‏ في‏ لحظة‏ واحدة‏ ‏ولكنه‏ قد‏ يلجأ‏ إلى استعمال‏ عدة‏ أساليب متداخلة‏ في‏ لحظة‏ أخرى، ‏حسب‏ اجتهاداته‏ للحالة‏ الماثلة‏ أمامه فالمحقق‏ يدرس‏ الحالة‏ ويقرر‏ الأسلوب المناسب‏ من‏ خلال‏ دراسته‏ لشخصية‏ المجاهد‏ ونفسيته‏ والظروف‏ التي‏ تم‏ فيها‏ اعتقاله‏، ‏والظروف‏ العامة‏ للحالة‏ الجهادية‏، ‏ويحاول‏ المحقق‏ اكتشاف‏ نقاط‏ ضعف‏ المجاهد‏ قبل‏ بدء‏ التحقيق‏ ثم‏ من‏ خلال‏ عملية‏ التحقيق‏ ليستعمل‏ ضده‏ الأسلوب الملائم‏، فإذا نجح‏ يكون‏ قد‏ حقق‏ هدفه‏، وإذا لم‏ ينجح‏ يجرب‏ أسلوباً‏ آخر حتى‏ يصل‏ إلى هدفه.

وسائل‏ التحقيق‏ :
هي‏ الأدوات المادية‏ المستخدمة‏ لتطبيق‏ الأسلوب وهذه‏ الوسائل‏ غير‏ محدودة‏، ‏ويحاول‏ المحقق‏ أن يبتكر‏ باستمرار‏ وسائل‏ جديدة‏ حتى‏ ينتصر‏ على‏ المجاهد‏ المعتقل‏ ويأخذ‏ منه‏ الاعترافات‏ والمعلومات‏ المطلوبة.
المحقق‏ ‏:
في‏ الحالة‏ الفلسطينية‏ الجهادية‏، فإن‏ المحقق‏ رجل‏ صهيوني‏، ‏مربى‏ على‏ تعاليم‏ توراتية‏ عنصرية‏، ‏موظف‏ في‏ خدمة‏ الكيان‏ الصهيوني‏، ‏درس‏ التحقيق‏ كعلم‏ بأحدث الطرق‏ ويعمل‏ لتطبيقها‏ على‏ المجاهد‏ المعتقل ولنجاحه‏ في‏ عمله‏ يدرس‏ الشخصية‏ الفلسطينية‏ وأنماطها السلوكية‏ ونقاط‏ ضعفها‏ واللغة‏ العربية‏ خاصة‏ اللهجة‏ الفلسطينية‏ والأمثال الشعبية‏ والمعتقدات‏ السائدة‏، ‏وواقع‏ التنظيمات‏ والظرف‏ السياسي‏ العام‏، ‏ويحاول‏ الإلمام بالبيئة‏ الخاصة‏ بكل‏ منطقة‏ في‏ فلسطين‏ كناسها‏ وعلاقاتها‏ ليسهل‏ عليه‏ التغلغل‏ إلى نفسية‏ المجاهد.

المجاهد‏:
‏رجل‏ رسالي‏، ‏صاحب‏ تربية‏ قرآنية. اختار‏ الجهاد‏ طريقاً‏، ‏والشهادة‏ وسيلة‏ للفوز‏ برضى‏ الله‏ وجنته‏، ‏ووهب‏ نفسه‏ وماله‏ وحياته‏ لنصرة‏ الإسلام ناضج‏ عقائدياً‏ وسياسياً‏ وتنظيمياً‏ وأمنياً‏ وعسكرياً يدرك‏ جوهر‏ العدو‏ وأسس الصراع‏ معه .

الاعتقال‏
أشكال الاعتقال‏

‏1-‏ الاستدعاء‏ "الطلب" : ‏
وفيه‏ يقوم‏ ضابط‏ المخابرات‏ بإرسال تبليغ‏ أو طلب‏ مقابلة‏ بواسطة‏ شرطي‏ أو مختار‏ أو عميل‏ محلي‏ إلى المجاهد‏ ويسلم‏ له‏ مباشرة‏ أو لأهله، ‏ويحدد‏ في‏ التبليغ‏ تاريخ‏ المقابلة‏ وساعتها‏ ومكانها‏ الذي‏ غالباً‏ ما‏ يكون‏ مركز‏ حكم‏ عسكري‏ أو ثكنة‏ عسكرية.

والمقابلة‏ ليست‏ عملاً‏ روتينياً‏ بل‏ هي‏ متابعة‏ للوضع‏ وجمع‏ المعلومات‏، ومحاولة‏ تضييق‏ على‏ المجاهد‏ ووضعه‏ موضع‏ الشبهة‏ أو إغرائه، وهي‏ مصيدة‏ اعتقال‏ أيضاً على‏ المجاهد‏ في‏ حالة‏ استلامه‏ طلب‏ المقابلة‏ أن لا يقلق‏ ولا‏ ينزعج‏، وان‏ يبلغ‏ إخوانه في‏ التنظيم‏ أو مسؤوله حتى‏ يتم‏ تدارس‏ الموضوع‏ واتخاذ‏ الاحتياطات‏ والإجراءات اللازمة‏ في‏ أسوأ الاحتمالات.

2 ‏-‏ مداهمة‏ البيوت‏ :
عادة‏ ما‏ تتم‏ المداهمة‏ في‏ الثلث‏ الأخير من‏ الليل‏ قبيل‏ ساعة‏ الفجر‏، ‏حيث‏ تقوم‏ قوة‏ من‏ الجيش‏ أو الشرطة‏ أو كليهما‏ -‏ وقد‏ تضم‏ سيارات‏ عسكرية‏ ومصفحة‏ أو ناقلة‏ للجنود‏ ووحدة‏ مخابرات‏ بالذهاب‏ إلى منزل‏ المجاهد‏ المراد‏ اعتقاله وينزل‏ الحشد‏ من‏ الجنود‏ المدججين‏ بالسلاح‏ ويحاصرون‏ بيت‏ المجاهد‏ ويوقظون‏ أهل البيت‏، ‏ويلقون‏ القبض‏ عليه ويقيدونه‏ ويضعون‏ عصابة‏ على‏ عينيه‏ ويقتادونه‏ تحت‏ الضرب‏ والركلات‏ أمام أنظار أهله وجيرانه‏ إلى السيارة‏ العسكرية‏ التي‏ تنقله‏ إلى السجن ويقصد‏ العدو‏ من‏ وراء‏ هذا‏ الأسلوب الإرهابي في‏ الاعتقال‏ غرس‏ الخوف‏ والرعب‏ في‏ نفس‏ المجاهد‏ قبل‏ مثوله‏ أمام التحقيق وأسلوب ترويع‏ الأسرة والجيران‏ يهدف‏ إلى خلق‏ جو‏ من‏ الرعب‏ حول‏ المجاهد‏ يوحي‏ له‏ أنه‏ مطلوب‏ بسبب‏ أعمال خطيرة‏، وأنه‏ شخص‏ خطر‏ لذلك‏ تطلب‏ اعتقاله‏ إجراءات غير‏ عادية‏ من‏ السيارات‏ والجنود‏ وكل‏ هذه‏ الإجراءات متعمدة‏ ومقصودة‏ كمرحلة‏ تمهيدية‏ للتحقيق‏ وتهدف‏ إلى وضع‏ المجاهد‏ في‏ حالة‏ من‏ الضعف‏ والخوف‏ وإظهار القوة‏ والجبروت‏ الذي‏ يتمتع‏ به‏ العدو‏ والذي‏ يعرف‏ كل‏ شيء‏ ويملك‏ كل‏ شيء.

‏3-‏ الاعتقال‏ أثناء أداء مهمة‏ جهادية‏ ‏:
لا‏ معنى‏ لحياة‏ المسلم‏ بدون‏ عقيدة‏ وجهاد. فالجهاد‏ فرض‏ على‏ المسلمين‏ إلى يوم‏ القيامة وفي‏ طريق‏ الجهاد‏ الطويل‏ يكلف‏ المجاهد‏ بمهام‏ شتى‏، ‏عمل‏ جماهيري‏، مظاهرات‏، إضراب، ‏توزيع‏ منشورات‏، ‏حمل‏ وثائق‏، ‏نقل‏ أسلحة، تخزين‏ أسلحة، ‏حمل‏ رسائل‏ سرية‏، ‏مراقبة‏ هدف‏، ‏تنفيذ‏ مهمات‏ عسكرية وقد‏ يضطر‏ للتنقل‏ ليلاً‏ والتخفي‏ عن‏ الأنظار، ‏والسير‏ في‏ الغابات‏ والجبال‏، ‏والاختفاء‏ بعيداً‏ عن‏ الأنظار، ‏وقد‏ يصبح‏ مطارداً‏ ومطلوباً‏ لأجهزة الأمن وهذه‏ المهمات‏ سواء‏ كانت‏ خطيرة‏ أو بسيطة‏ تحتاج‏ إلى وقت‏ بين‏ مرحلة‏ التخطيط‏ إلى مرحلة‏ التنفيذ وفي‏ الفترات‏ الفاصلة‏ بين‏ مرحلة‏ وأخرى قد‏ يجد‏ نفسه‏ في‏ كمين‏، أو في‏ مواجهة‏ دورية‏ عسكرية‏ روتينية‏، أو أمام حاجز‏ تفتيش‏ طارئ‏ وربما‏ أثار شكل‏ المجاهد‏ وطبيعة‏ حركته‏، ‏والمكان‏ الذي‏ يتواجد‏ فيه‏، أو الوقت‏ الذي‏ يواجه‏ فيه‏ العدو‏ ربما‏ أثار الشكوك‏ فيتعرض‏ للتوقيف‏ والتفتيش‏ فإذا اعتقل‏ المجاهد‏ متلبساً‏ أثناء قيامه‏ بأداء‏ مهمة‏ جهادية‏، فماذا‏ يمكن‏ أن يفعل‏؟‏هل‏ ينكر‏ وقد‏ ضبط‏ متلبساً‏؟أم يعترف‏ طالما‏ وقع‏ في‏ الفخ‏ حيث‏ لا فائدة‏ من‏ الإنكار؟‏


الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو إسلام الصعيدي
عضو فعال جدا
عضو فعال جدا
أبو إسلام الصعيدي


عدد الرسائل : 525
العمر : 33
تاريخ التسجيل : 14/10/2008

أساليب التحقيق في السجون الاسرائيلية (الجزء الثاني) Empty
مُساهمةموضوع: رد: أساليب التحقيق في السجون الاسرائيلية (الجزء الثاني)   أساليب التحقيق في السجون الاسرائيلية (الجزء الثاني) Icon_minitime2008-10-23, 7:57 am

سنعرض‏ فيما‏ يلي‏ لبعض‏ الحالات :

أ‏ -‏ الإنكار لا يعني‏ البراءة الإنكار يعني‏ خطورة‏ الوضع .
اعتقل‏ عام‏1971 أحد المناضلين‏، وقد‏ ضبط‏ أثناء قيامه‏ بعمل‏ نضالي‏، وبحيازته‏ أسلحة. حُقق‏ معه‏ بشكل‏ سريع‏، وعنيف‏، ‏ولكنه‏ أصر على‏ الإنكار.

سئل‏ عن‏ أصدقائه أنكر أن يكون‏ له‏ أصدقاء قام‏ رجال‏ المخابرات‏ بجمع‏ بعض‏ المعلومات‏ عنه‏، واتضح‏ لهم‏ أن له‏ ثلاثة‏ أصدقاء لا يفارقونه وهذا‏ يعني‏ أن إنكار المعتقل‏ لأصدقائه يؤكد‏ وجود‏ علاقة‏ تنظيمية‏ بينهم‏، ‏فاعتقل‏ رجال‏ الأمن الأصدقاء الثلاثة‏، ‏وحققوا‏ مع‏ كل‏ منهم‏ منفرداً‏، وبأسلوب المضاربة‏، وأوهموهم أن مسؤولهم المعتقل‏ اعترف‏ بعلاقتهم‏ معه‏، وبمشاركتهم‏ في‏ العملية‏، وان‏ الأسلحة ضبطت فانهار‏ الثلاثة‏، ‏واعترفوا‏ بعضويتهم‏ في‏ التنظيم‏، وسردوا‏ كل‏ ما‏ يهم‏ جهاز‏ المخابرات‏ عن‏ علاقاتهم‏، والمهمات‏ التي‏ كلّفوا‏ بها ومن‏ خلال‏ اعترافاتهم‏ استطاعت‏ المخابرات‏ إيهام المسؤول‏ أنها كانت‏ تعرف‏ عنه‏ كل‏ شيء‏، وواجهته‏ بالمعلومات‏ التي‏ حصلت‏ عليها‏ من‏ أصدقائه، وأخيراً‏ انهار‏ واعترف‏ بكل‏ شيء.

إذاً ليس‏ الصمود‏ في‏ الإنكار المطلق‏، وليس‏ الاعتراف‏ مهارة. ولكن‏ المسألة‏ الأهم هي‏ وجود‏ أسس للعمل‏ التنظيمي‏، والقدرة‏ على‏ التمييز‏ بين‏ ما‏ يمكن‏ قوله‏ وبين‏ ما‏ يجب‏ إنكاره حتى‏ لو‏ توفرت‏ جميع‏ الشواهد‏ على‏ المشاركة‏ في‏ العمل‏، ‏وكذلك‏ القدرة‏ على‏ تخمين‏ الطريقة‏ التي‏ يحصل‏ بها‏ رجال‏ الأمن على‏ المعلومات‏ والأدلة.

ب‏ -‏ الاعتراف‏ لا يعني‏ التسليم‏ للأمر‏ الواقع... التسليم‏ للأمر‏ الواقع‏ يعني‏ الانهيار.
في‏ منتصف‏ السبعينات‏ اعتقل‏ أحد المناضلين‏ بعد‏ تفتيش‏ روتيني‏ لمنزله إذ عُثر‏ في‏ المنزل‏ على‏ مسدس‏، وأوراق تنظيمية‏ ورموز‏ شيفرة.

حاول‏ الإنكار في‏ البداية ولكن‏ ضباط‏ المخابرات‏ هددوه‏، ‏وقالوا‏ له‏ ‏لا‏ داعي‏ للإنكار وكل‏ شيء‏ واضح وأن‏ قضيته‏ لا تحتاج‏ إلى ضرب‏ أو تعذيب‏ وأن‏ كل‏ القرائن‏ ثابتة‏ عليه‏، ‏وأنه‏ لن‏ يحكم‏ سوى‏ بشهور‏ قليلة فاعترف‏ بأن‏ المسدس‏ له‏، ‏وأنه‏ وجد‏ الأوراق في‏ الطريق.

كانت‏ أجهزة الأمن تبحث‏ عن‏ مجموعة‏ شاركت‏ بمسدس‏ في‏ تنفيذ‏ بعض‏ العمليات‏ ضد‏ مستوطنين‏ وعملاء وأكد تقرير‏ معهد‏ البحث‏ الجنائي‏ أن المسدس‏ الذي‏ استخدم‏ في‏ كل‏ العمليات‏ هو‏ المسدس‏ نفسه.

لقد‏ كان‏ المسدس‏ طرف‏ الخيط‏ الذي‏ استخدمته‏ أجهزة الأمن لكشف‏ الخلية‏، ‏واعتقال‏ أفرادها.
إن اعتراف‏ المناضل‏ تحت‏ مبرر‏ التسليم‏ بالأمر الواقع‏، لم‏ يكشف‏ عمله‏ وحده‏، ‏ولم‏ يؤد‏ إلى الكشف‏ عن‏ السلاح‏ الذي‏ لديه‏ فقط‏، بل‏ أوصله إلى الانهيار‏ الكامل‏، ‏والكشف‏ عن‏ اخوته‏ المناضلين‏، ‏وهذا‏ ما‏ يدفعنا للحديث عن‏ شروط‏ ومرتكزات‏ العمل‏ الأمني في‏ التنظيم‏، وضرورة‏ الحس‏ الأمني كقاعدة‏ أساسية على‏ المجاهد‏ اتباعها‏ قبل‏ البدء‏ في‏ العمل‏ العسكري.

ج‏ -‏ شروط‏ ومبادئ‏ عامة :
‏1-‏ عدم‏ حمل‏ أوراق بها‏ أسماء أو عناوين‏ أو صور‏.
2 ‏-‏ عدم‏ حمل‏ مفكرة‏ لأرقام الهواتف‏.
‏3-‏ عدم‏ حمل‏ ميداليات‏ تحمل‏ شعارات‏ حركية‏‏ أو صور أو رموزاً‏ قيادية‏، أو إعلام.
4 ‏-‏ عدم‏ ارتداء‏ ملابس‏ تلفت‏ النظر‏ (ملابس‏ مموهة‏ أو عسكرية) أو أزياء يعرف‏ بها‏ المجاهدون‏.
‏5 -‏ ألا يحتفظ‏ في‏ غرفته‏ أو منزله‏ بأية أوراق خاصة‏ أو وثائق‏ أو ملفات‏، أو مواد‏ تحريضية‏، أو ذخيرة‏، أو أسلحة.
6 ‏-‏ ألا يحضر‏ اجتماعاً‏ تنظيمياً‏ في‏ منزله‏ أو منازل‏ الاخوة‏ المعروفين‏ في‏ الحركة.
‏7 -‏ أن يخفف‏ من‏ علاقاته‏ الاجتماعية‏ مع‏ الاخوة‏ النشطاء‏ في‏ الحركة.
8 ‏-‏ أن لا يتحدث‏ مع‏ اخوته‏ في‏ الحركة‏ في‏ الأماكن العامة.

د‏ -‏ القصة‏ الإخبارية "الملفقة" :
للعمل‏ السري‏ ظروف‏ خاصة‏ تمتاز‏ بالتعقيد‏، مما‏ يجعله‏ بحاجة‏ إلى أذهان متفتحة‏، وقدرة‏ متميزة‏ على‏ حسن‏ التخلص‏ من‏ المأزق‏، ‏ومن‏ الأساليب الشائعة‏ لدى‏ المناضلين‏ في‏ التخلص‏ أثناء التحقيق‏ ما‏ يسمى‏ بالقصة‏ الإخبارية.

وهي‏ قصة‏ ملفقة‏ مدروسة‏ بعناية‏، وموضوعة‏ بدقة‏، بحيث‏ يستطيع‏ المجاهد‏ أن يقنع‏ المحقق‏ بحكاية‏ لا تكشف‏ أسرار نشاطه‏ العسكري‏، ونشاطات‏ تنظيمه‏، ‏وتضلل‏ المحقق‏ في‏ نفس‏ الوقت.

القصة‏ الإخبارية، ليست‏ ثابتة‏، ‏بل‏ هي‏ متغيرة‏ حسب‏ الموضوع‏، والظروف‏ والأحوال، والأشخاص وهي‏ إبداع، وليست‏ تقليداً‏، أو حفظاً‏ عن‏ ظهر‏ قلب‏، فهي‏ لعبة‏ ذكاء‏ لمواجهة‏ المحقق‏، مما‏ يتطلب‏ من‏ المجاهد‏، أن يكون‏ قادراً‏ على‏ إدخال عناصر‏ جديدة‏ إلى القصة‏ المعدة‏ سلفاً إذا شعر‏ بالحاجة‏ إلى ذلك‏ بدون‏ أن يدخل‏ الاضطراب‏، ‏ويخل‏ بالحبكة‏ القصصية‏، ‏وعليه‏ أن يراعي‏ العفوية‏ والتلقائية‏ في‏ الحديث‏ بحيث‏ لا يظهر‏ عليه‏ ارتباك‏، أو تردد‏، أو لعثمة‏، أو أي ضعف‏ يمكن‏ أن يفضح‏ حقيقة‏ القصة‏ الملفقة‏، ‏وهذا‏ يتطلب‏ التدريب‏ المسبق‏ على‏ تأليف‏ هذا‏ النوع‏ من‏ القصص‏، ‏ليتمكن‏ من‏ الصمود‏، ‏والعمل‏ في‏ الظروف‏ المختلفة.

فالقصة‏ الإخبارية، ليست‏ حكاية‏ مرتجلة‏، ‏ولكنها‏ محبوكة‏، ‏ومعدة‏ بدقة بحيث‏ يتقمص‏ المجاهدون‏ أمام المحقق‏، بأداء تمثيلي‏ ناجح‏، ‏وهي‏ تقوم‏ على‏ أسس ومرتكزات‏ وأهداف.

الهدف‏ من‏ القصة‏ الإخبارية:
1 -‏ التخلص‏ أمام المحقق‏ من‏ إعطاء معلومات‏ تثبت‏ التهمة‏ عليه‏ أو تكشف‏ عن‏ طبيعة‏ عمله‏ أو عمل‏ اخوته‏ في‏ الحركة.
‏2 -‏ التخلص‏ من‏ المآزق‏ التي‏ قد‏ يواجهها‏ المجاهد‏ أثناء تنفيذ‏ مهماته‏.
3 ‏-‏ جمع‏ المعلومات‏ من‏ المناطق‏ الحساسة‏، أو المناطق‏ المحاصرة‏ أمنياً.
4 ‏-‏ اختراق‏ مكان‏ أو تجمع‏، أو جهاز‏ أمنى، وسهولة‏ التحرك‏ في‏ هذه‏ المواقع‏.

أسس ومرتكزات‏ القصة‏ الإخبارية:
‏1 -‏ أن تكون‏ القصة‏ قابلة‏ للتصديق‏، وغير مثيرة‏ للشك.
2 ‏-‏ أن تكون‏ محبوكة‏، ولا توجد‏ فيها‏ ثغرات‏.
3 ‏-‏ أن تنسجم‏ مع‏ طبيعة‏، ‏وظروف‏ المجاهد‏، والمنطقة‏ التي‏ يعمل‏ فيها.‏
4 ‏-‏ أن تنسجم‏ مع‏ المهمة‏ التي‏ يكلف‏ المجاهد‏ بها‏.
5- أن يراعى‏ في‏ تركيب‏ القصة‏ التغطية‏ على‏ المصاريف‏ المالية‏ ومصادرها‏.
6‏-‏ أن يعرف‏ المجاهد‏ معلومات‏ كافية‏ عن‏ المكان‏ الذي‏ يتحرك‏ فيه‏ من‏ حيث‏ العادات‏ الاجتماعية‏ واللهجة‏ والمميزات‏ الأخرى.
7‏-‏ أن يحفظ‏ المجاهد‏ جميع‏ المعلومات‏ عن‏ الشخصية‏ التي‏ تقمصها‏ ‏الاسم‏ الرباعي‏، ‏المهنة‏، ‏تاريخ‏ الميلاد‏، ‏مكان‏ الميلاد... الخ.
8 ‏-‏ أن يراعى‏ توفير‏ بعض‏ المستندات‏ التي‏ تؤيد‏ القصة كالبطاقة‏، وجواز‏ السفر‏، ‏وبعض‏ الأوراق الثبوتية.

أنواع القصة‏ الإخبارية:

1 ‏-‏ القصة‏ الدائمة‏: وهي‏ تمثل‏ ساتر‏ التواجد‏ الدائم‏ في‏ منطقة‏ ما كأن‏ يكون‏ الساتر‏ طالباً‏ أو تاجراً‏، أو مدرساً‏، أو عاملاً الخ.
في‏ هذه‏ الحالة‏، يجب‏ على‏ المجاهد‏ أن يحمل‏ معه‏ الأوراق الثبوتية‏ المتناسبة‏ مع‏ القصة.

ب‏ -‏ القصة‏ المؤقتة : وهي‏ القصة‏ التي‏ تبرر‏ التواجد‏ في‏ مكان‏ محدد‏ لمدة‏ محدودة‏، ‏هي‏ فترة‏ القيام‏ بالعمل‏ السري.

إن طبيعة‏ العمل‏ العسكري‏ السري‏ داخل‏ الأراضي المحتلة‏ يتطلب‏ غالباً‏، ‏استخدام‏ القصة‏ الإخبارية المؤقتة‏، ‏وفي‏ هذه‏ الحالة‏، ‏يجب‏ على‏ الحركة‏ أن تضع‏ الخطة‏ الكاملة‏ لهذه‏ المهمة‏، ‏وأن‏ تؤلف‏ القصة‏ الإخبارية المناسبة‏ للمجاهد‏ المكلف‏ بتنفيذ‏ المهمة‏ على‏ الشكل‏ التالي‏:

أ‏ -‏ تبدأ‏ القصة‏ الإخبارية من‏ نقطة‏ الانطلاق‏ حتى‏ التنفيذ‏، ‏ثم‏ العودة‏ من‏ المهمة‏ إلى القاعدة.
ب‏ -‏ تقسيم‏ العملية‏ إلى مراحل.
ج‏ -‏ التركيز‏ في‏ القصة‏ على‏ المراحل‏ الخطيرة.
د‏ -‏ وضع‏ احتمالات‏ الاعتقال‏ في‏ كل‏ مرحلة‏.
ه¬¬- - طرح سؤال مهم في كل مرحلة ... في حالة الاعتقال ، ماذا سيجيب ، ماهو الغطاء والساتر‏.
و‏-‏ مناقشة‏ القصة‏ بين‏ المجاهد‏ المكلف‏ بالتنفيذ‏ ومسؤوله، ‏بكافة‏ تفاصيلها‏ وإعطائه الفرصة‏ للمشاركة‏ في‏ صياغتها‏.
ز‏-‏ وضع‏ المجاهد‏ قبل‏ البدء‏ في‏ التنفيذ‏ تحت‏ اختبار‏ لقدرته‏ على‏ التحمل‏، ‏وعلى‏ التمسك‏ بالقصة‏ المعدة‏ بحيث‏ يتعرض‏ المجاهد‏ إلى أسئلة يمكن‏ أن تواجهه‏ أثناء التحقيق‏، أو في‏ حالة‏ تعرضه‏ لمأزق‏ كالسؤال‏ عن‏ شخصيته‏ ومكان‏ قدومه‏ ومكان‏ ذهابه‏، والأسلحة التي‏ يحملها‏، ‏مصدرها‏، ‏الهدف‏ من‏ حملها‏، اسم‏ مسؤوله، تنظيمه‏، اسمه‏ الحركي‏، رقمه‏ السري‏، أفراد.. خليته... الخ .

وعلى‏ المسؤول‏ أن يطرح‏ أسئلة الشَرَك‏ التي‏ يكون‏ فيها‏ السلب‏ والإيجاب اعترافاً‏ وعليه‏ أن يكون‏ جدياً‏ صارماً‏ وأن‏ يضع‏ المجاهد‏ في‏ جو‏ تحقيق‏، وان‏ يسجل‏ أجوبته، ‏وملاحظاته‏ على‏ جميع‏ نقاط‏ الضعف‏ التي‏ تظهر‏ من‏ المجاهد‏، وعلى‏ المجاهد‏ أن يتقن‏ قصته‏ اتقاناً‏ كاملاً‏ وان‏ يكون‏ سريع‏ البديهة‏، متزناً‏ في‏ أجوبته، هادئ الأعصاب وان‏ لا يستفز وإعادة هذه‏ التجربة‏، إن تكرار‏ هذا‏ الامتحان‏ يؤهل‏ المجاهد‏ لتدارك‏ أخطائه ومواجهة‏ أي طارئ بهدوء‏ وخبرة‏ وتمرس‏ عندما‏ يتعرض‏ للتجربة‏ الحقيقية.

على‏ ضوء‏ ما‏ تقدم‏ نعود‏ للسؤال‏ من‏ جديد‏ إذا ضبط‏ المجاهد‏ متلبساً‏ هل‏ عليه‏ أن يعترف‏ طالما‏ وقع‏ في‏ الفخ‏؟

‏اعتقد‏ أن الإجابة واضحة‏ بعد‏ الاعتماد‏ على‏ مبادئ‏ ومرتكزات‏ البناء‏ التنظيمي‏ في‏ العمل‏ العسكري‏ والحس‏ الأمني وإتقان القصة‏ الإخبارية وتقمص‏ الدور‏ بالشكل‏ الجيد‏ بحيث‏ تكون‏ أجوبة المجاهد‏ غير‏ ضارة‏ لمسيرة‏ العمل‏ الجهادي.

علينا‏ أن لا‏ نعبئ‏ المجاهد‏ بتوصيات‏ أخلاقية مجردة‏ قائمة‏ على‏ الشعارات‏ مثل‏: "لا تعترف... كن‏ رجلاً... شد‏ حيلك... الخ‏". إنما علينا‏ أن نسلحه‏ بالوعي‏ الكامل‏ والإيمان الراسخ‏ القائم‏ على‏ البناء‏ العقائدي‏ ثم‏ نربي‏ فيه‏ القدرة‏ على‏ مواجهة‏ المحقق‏ دون‏ أن ينهار‏ وأن‏ يمتلك‏ رصيداً‏ من‏ الخبرة‏ العملية.

وأهم‏ درس‏ في‏ هذا‏ المجال‏ هو‏ أن المحقق‏ إنسان عادي‏ وأن‏ جهاز‏ التحقيق‏ مهما‏ امتلك‏ من‏ معلومات‏ وقدرات‏ ليس‏ كلي‏ المعرفة‏ وأن‏ عملية‏ التحقيق‏ هي‏ أشبه بالعض‏ على‏ الأصابع فكما‏ يتعرض‏ المجاهد‏ للإرهاق الجسدي‏ والنفسي‏ أثناء التحقيق‏ فإن‏ المحقق‏ أيضاً‏ يتعرض‏ لضغط‏ نفسي‏ ناجم‏ عن‏ طبيعة‏ عمله‏ ورغبته‏ الشديدة‏ في‏ الحصول‏ على‏ معلومات‏، بالإضافة إلى الروتين‏ والأداء الوظيفي‏ الذي‏ تفرضه‏ عليه‏ مهنته‏، مما‏ يعني‏ أن عملية‏ التحقيق‏ ستنتهي‏ إذا لم‏ يدلي بمعلومات‏ حساسة‏ وسيشعر‏ حينها‏ بالانتصار‏ على‏ المحقق‏ وهو‏ أمر له‏ قيمة‏ معنوية‏ كبيرة‏ جداً‏ ترفع‏ معنويات‏ المجاهد‏ وتعطيه‏ شعوراً‏ بالتفوق‏ على‏ المحقق‏ (إن تكونوا‏ تألمون‏ فانهم‏ يألمون‏ كما‏ تألمون‏ وترجون‏ من‏ الله‏ ما‏ لا‏ يرجون‏)
‏4- الاعتقال‏ في‏ نقاط‏ العبور‏ إلى فلسطين‏ :
ينتقل‏ الفلسطينيون‏ باستمرار‏ عبر‏ بوابات‏ العبور‏ في‏ نيؤوت‏ سيناء‏ وجسري‏ الأردن ومطار‏ اللد‏ باتجاه‏ الدول‏ العربية‏ وباقي‏ أنحاء العالم‏ وذلك‏ للدراسة‏ أو العمل‏ أو الزيارة‏ أو العلاج‏ أو التجارة‏، ‏وجهاز‏ الأمن الإسرائيلي يعرف‏ أن أغلب‏ هؤلاء‏ سيلتقون‏ بصورة‏ مباشرة‏ أو غير‏ مباشرة‏ مع‏ مجاهدين‏ وتنظيمات‏ خارج‏ فلسطين‏ في‏ المكاتب‏ والندوات‏ والجامعات‏ الخ.

لذلك‏ فهو‏ حريص‏ أن يجمع‏ أكبر‏ قدر‏ من‏ المعلومات‏ حول‏ هذه‏ المكاتب‏ وإذ‏ا لم‏ يستفد‏ من‏ هذه‏ المعلومات‏ بصورة‏ مباشرة‏ في‏ الإيقاع بالمجاهدين‏، فإنها تنفع‏ في‏ بناء‏ تصور‏ عام‏ لدى‏ المخابرات‏ حول‏ نشاطات‏ المجاهدين‏، وتدفع‏ بالإيقاع بالمجاهدين‏ الآخرين، ‏وفي‏ الكشف‏ عن‏ الثغرات‏ في‏ القصص‏ التي‏ يؤلفونها‏ أمام المحقق وكثيراً‏ ما‏ يتعرض‏ الأشخاص المشكوك‏ بهم‏ إلى الاعتقال‏ على‏ إحدى نقاط‏ العبور وأغلب‏ حالات‏ الاعتقال‏ تتم‏ بسبب‏ شبهة‏ أو معلومات‏ سابقة‏ عندما‏ يحمل‏ جواز السفر‏ وعليه‏ أختام دخول‏ وخروج‏ لدول‏ معروفة‏ بتواجد‏ قواعد‏ تنظيمية‏ ومعسكرات‏ على‏ أراضيها.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أساليب التحقيق في السجون الاسرائيلية (الجزء الثاني)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أساليب التحقيق في السجون الاسرائيلية (الجزء الاول)
» أساليب التحقيق في السجون الاسرائيلية (الجزء الثالث)
» كيف تستطيع المخابرات الاسرائيلية الوصول للمقاومين الفلسطينيي
» جميع حلقات برزن بريك الجزء الرابع حصرياً(1-5) مترجمة وعلى اك

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات ســــــــــــــــحـــــــر العــــــــــــــــــــيون :: المنتديات العامه :: المنتدى العام المفتوح-
انتقل الى: