خلصت صحيفة عبرية إلى أن مستوى الحراسة في قواعد جيش الاحتلال (الإسرائيلي) الممتدة على أرض فلسطين المحتلة وتخوم قطاع غزة بعيد جداً عن الصورة الشائعة بأنها " أماكن مغلقة ومؤمنة، يحرسها الجنود أربعاً وعشرين ساعة في اليوم، وسبعة أيام في الأسبوع"؛ حيث من السهل الدخول إلى منشآت الجيش دون أي عراقيل.
يركز تقرير صحيفة يديعوت أحرنوت على آلية دخول مراسليها لتلك القواعد من خلال البوابات الرئيسية، وقالت الصحيفة: "أنها أرسلت عدداً من المراسلين إلى قواعد الجيش المختلفة من الجولان وحتى الجنوب حتى تتحقق من مستوى الحراسة، على أن تتم عملية الدخول إلى القواعد بالطرق القائمة فقط – سواء من خلال البوابة الرئيسية أو الثغرات في الجدار – وعدم استخدام أية وسيلة خاصة".
واستناداً للتقرير المطول، الذي نشر أمس، فإن الإخفاق الأكبر ظهر في شمال الأراضي الفلسطينية، على يد مراسل ومصور الصحيفة في قاعدة الكتيبة 71 من اللواء 188 في المدرعات - الكتيبة التي خدم فيها الجندي الأسير جلعاد شاليط شرق قطاع غزة في قاعدة (كريم شالوم).
وتشير الصحيفة إلى أن القاعدة في شمالي هضبة الجولان ظهرت من دون حراسة ملائمة عند البوابة المركزية للقاعدة، حيث يقف جندي مسلح، ولكن على مسافة غير بعيدة من موقعه هناك جدار مخترق تماما.
وتقول يديعوت:" خلال نجاح طاقم الصحيفة في الدخول بسهولة والوصول إلى الدبابات المتوقفة في الموقع هناك، لو أنهم أرادوا لتمكنوا من حمل عتاد عسكري غالي الثمن ووسائل قتالية من هناك"، وتضيف:" كما انه لو كانت أطراف معادية ذات معرفة ملائمة هي التي قد تسللت، لتمكنت من تحريك إحدى الدبابات والسير بها".
وتنتقل الصحيفة في هذا الصدد إلى قاعدتين مختلفتين لسلاح البحرية في حيفا، وقاعدة للعتاد في طيرة الكرمل، حيث بدا أن وضع الحراسة في منشآت الجيش في حيفا " معقول"، " لكن الوضع في قاعدة سلاح الجو في ستيلا مارس فوق الكرمل كان معاكساً تماماً ومقلقاً جداً".
وتقول يدعوت:" التوقع بأن تكون في القاعدة حالة تأهب عالية إثر عملية التسلل الخطيرة في صرفند سرعان ما تبدد"، ذاكرة أن مراسل ومصور الصحيفة وجدا ثغرتين في الجدار المحيط بالقاعدة، يمكن من خلال الأول الزحف للداخل بصورة مباشرة، أما الآخر فكان منخفضاً جداً، ورغم ذلك نجح مراسلاها في الزحف وصولاً إلى مسافة قريبة جدا من صواريخ الباتريوت المنتشرة في المكان، والاقتراب من الجنود المنتشرين هناك بمسافة يمكن الإصغاء من خلالها إلى حديثهم دون إزعاج.
وتبدي الصحيفة الإسرائيلية قلقاً حيال ذلك فتقول:" لو أن الأمر تعلق بالمخربين لانتهى هذا الحدث بصورة مأساوية".
وذكرت الصحيفة أن الوضع في منطقة الوسط أن الحراسة بدت سيئة جداً، حيث نجح مراسلها بصحبته مصورة، في الولوج على قاعدة قيادة سلاح الطبابة، الملاصق لمعسكر "تل هشومير" عبر ثغرة في الجدار.
وتقول:" كل ما كان من يجب فعله للدخول إلى القاعدة هو الدوس على السياج فقط، وخلال فترة زمنية تجول المراسل في القاعدة مزوداً بسكين، قبل أن يوقفه ضابط في القاعدة ويسأله عما يفعله"، مشيرة إلى أن مراسلها عرف عن نفسه بأنه صحافي، ولكن الضابط الذي تفاجأ بالثغرة التي أطلعه عليها تسلل منها المراسل، ورغم ذلك لم يطلب منه بطاقة عمله الصحافية.
لكن في المقابل أكدت الصحيفة أن المنطقة الجنوبية بدت أفضل حالاً، حيث فشلت مراسلتها في التسلل إلى أربع قواعد في منطقة بئر السبع ( معسكر قيادة الجنوب، ومعسكر نتان، وقاعدة الوقود في حتسريم، وقاعدة حرس الحدود) لعدم وجود ثغرات، ولفتت إلى أنه -وفي حالات أخرى- وجدوا جداراً امنيا مزدوجاً يقلص إمكانية التسلل إلى الداخل.
وأوضحت يديعوت أن الوضع الأمني للقواعد العسكرية في القدس المحتلة ظهر متنوعاً، وقالت: "تحققنا من ثلاث قواعد، في قاعدة موديعين المجاورة للقدس ووجدنا بوابة مفتوحة على مصراعيها، وفي قاعدة شنلر هناك بوابتان كبيرتان واحدة تسمح المسافة بينهما بالزحف للوصول إلى القاعدة، بينما كان مستوى الحراسة مرتفع في قاعدة قيادة الجبهة الداخلية في حي النفي يعقوب شمالي القدس".