باع الدنيا واشترى الآخرة
الشهيد المجاهد إبن حي الصبرة / عبد الكريم عادل إخزيق
مجاهد قسامي
2008-09-15
حقاً إننا خجولين أن نكتب عليك يا فارس القسام، عن ماذا نكتب عن جهادك ومقاتلتك للعدو الصهيوني ، أم نكتب عن أخلاقك وصفاتك الذي جعلت الجميع يحبك ويعرفك، قل لنا عن ماذا نكتب يا فارس القسام على أرض الميدان وفي كل مكان؟ أنكتب عن حبك للصلاة ووصاياك لإخوانك بالتزام في الصلاة والمحافظة عليه لا سيما صلاة الفجر.، أم نكتب عن حبك للجهاد وللقسام وللدعوة الإسلامية الغراء ؟
كتائب القسام صبرا إذا ما العدا أراق الدماء واستباح الحمى، ومهما تطاول أو شردا، ستفديك أرواحنا والدماء، فنحن الكتائب أسد الفدا، سنحمي حماك ورب السماء، فلسطين إنا حماة الوطن مضينا إلى الزحف فلتعلمي، بأنا الأسود ارتدينا الكفن لنسقي اللوا من زكي الدم، نزلزل في الساحة جيش العفن وأهزوجة النصر ملء الفم، فلسطين صبرا فهذي الدماء تخط إلى النصر درب الكفاح، وتكبير شعبي يهز السماء أبي صبور برغم الجراح، فيا ورق غرد نشيد الفداء ليحمل نصرا نسيم الصباح، فلسطين صبرا فهذا الحجر من الطفل أرهب نسل القرود، وليث الكتائب ما إن زأر نزلن المنايا لحصد الصهاينة.
أحمد الله على استشهاد ولدي
" أبو عبد الله " ، والد الشهيد القسامي عبد الكريم إخزيق حمد الله كثيراً وسأله بأن يكون استشهاد نجله، القضاء على جميع المنفلتين وقتلة الشعب الفلسطيني، لكن والد شهيدنا أشاد بدور وزارة الداخلية والحكومة الفلسطينية الرشيدة في قطاع غزة بأخذ ثأر والانتقام لقاتل ابنهم، مما شفى ذلك صدورهم.
النشأة والميلاد
كانت عائلة إخزيق في حي الصبرة وسط مدينة غزة على موعد مع مجاهد قسامي يخرج إلى أرض فلسطين وتحديداً غزة، وكان ذلك في 8-4- 1988م، فكان ميلاد الأسد القسامي المجاهد عبد الكريم عادل حمدي إخزيق.
ولد عبد الكريم في أكناف عائلة متدينة ومحافظة وتميز في مختلف مراحل حياته المختلفة بهدوئه الشديد وحبه للناس وحبه للجهاد في سبيل الله، وسرعان ما مضت الأيام سعيدة وهانئة على تلك العائلة المجاهدة، فقد تربى شهيدنا بصحبة خمسة من الأشقاء وثلاثة من الشقيقات ليكون ترتيبه الثاني من بينهم، حيث بادلهم كما الآخرين الحب والحنان ولم يبخل عليهم بمساعدة أو أي شيء آخر.
ودرس الشهيد عبد الكريم المرحلة الابتدائية والإعدادية في مدرسة الإمام الشافعي، فلم يستمر طويلاً في دراسته، نتيجة ظلم الصهاينة على عائلته، وأبناء شعبه، فعمل في إحدى " المخابز "، لكي يساعد أسرته ، وسرعان ما التحق الأسد القسامي في صفوف القوة التنفيذية آنذاك، بقيادة الشيخ المجاهد سعيد صيام " أبو مصعب ".
خطب قبل استشهاده بأسبوع
ويقول " أبو عبد الله " والد الشهيد عبد الكريم وبينما كانت الدموع تنهمر من مقلتيه " رحمك الله يا عبد الكريم ، كنت حنوناً على والديك أحببتهم حباً جماً ، وكنت عندما اتصل عليك لكي تساعدني كنت تترك كل ما بيدك وتلبي ندائي، أحب والدته حباً شديد فكانت دائماً تقول له " نريد أن نزوجك يا عبد الكريم، فكان يرفض ذلك ويقول " نحن طلاب شهادة وليس طلاب دنيا ".
يذكر أن شهيدنا المجاهد عبد الكريم خطب من ابنة خالته قبل استشهاد بأسبوع، وذلك بعد إصرار من والدته عليه.
مساعدته للفقراء والمحتاجين
ويكمل والد الشهيد " نعم لقد كان حنوناً على إخوانه وأشقائه في البيت، فكان لا يرفض لهم طلباً كونه يعمل في " المباحث العامة " الشرطة الفلسطينية، بالإضافة إلى ذلك كان يعطف على الفقراء والمحتاجين من راتبه، فكان يبحث عنهم ويصر على معرفة بيت الفقير والمحتاج، وكان يعتبره الجهاد الثاني على النفس وعدم حب المال وأن ما يملك من مال ليس له بل الله أمنه عليه.
كلهم في شهر رمضان
يذكر أن شهيد القسامي " أبو على " ومن المعجزات الذي حصلت مع هذا المجاهد، قد أصيب مرتين واستشهد في الثالثة وكلهم كانت في شهر الخير شهر البركة " شهر رمضان "، في المرة الأولى عندما لبى نداء الحق ليرفض الإقامة الجبرية على الشيخ الأمام الرباني أحمد ياسين، فقامت وقتها سلطة أوسلو بالاعتداء عليه بالضرب لمشاركته في الاعتصام، وكان وقتها في بداية شهر رمضان المبارك.
أما في المرة الثانية، فقد أصيب في شهر رمضان المبارك، وذلك نتيجة اعتداء من قبل بعض المنافقين على شهيدنا في منطقة الصبرة، ولقد اصطفاه الله شهيداً في شهر رمضان على أيدي بعض القتلة والمنافقين الذين تربصوا به.
مجاهدته للمنافقين
كره شهيدنا القسامي عبد الكريم إخزيق، المنافقين والقتلة الذين يتربصون بأبناء شعبه المجاهد، فكان يعتبرهم أشد خطراً من الصهاينة، فكان يقول " عدونا معروف ومكشوف للجميع وهو العدو الصهيوني الذي يقتل ويدمر في هذا الشعب الفلسطيني، أما عدونا الأخطر والذي لا نعرفه وربما يكون يعيش معنا ويجاملنا، هو المنافق والقاتل والعميل ويتعاون مع الاحتلال ضدنا، وبالتالي هو الذي يتربص بالمجاهدين والشرفاء من أبناء شعبنا خدمتاً للاحتلال ".
جرأة.. وذكاء
وحاول بعض العملاء والمتعاونين مع الاحتلال الصهيوني أن يغتالوا المجاهد القسامي عبد الكريم، إلا أنه كان منتبهً لهم في كل مرة، وتكون معه رعاية الرحمن تحفه من كل جانب، لأنه كان لسانه رطباً بذكر الله، ومحافظاً على صلاة الفجر، فكان يتميز بالجرأة والشجاعة والذكاء الفطن، هذا عدا عن التدريبات العسكرية الذي تلاقها شهيدنا في صفوف كتائب القسام، والذي أبدع فيها في مواجهة هؤلاء العملاء والصهاينة.
في ركب إخوانه من الشهداء
أحب حياة الخنادق و ظلمة الليل البهيم ، كره النوم الهادئة و الفراش الوثير ، بحث عن الشهادة وأصبح في عداد الشهداء قبل أن يستشهد ، حمل هم إخوانه ودعوته وكان بمثابة الدرع الحامي لحركته ، ولحق برفاق دربه بدءاً من الشهيد القسامي أحمد صبيح والشهيد محمد صالح الديري، ومروراً بالشهيد القسامي علاء الشريف والشهيد القسامي أحمد أبو نعمة والشهيد القسامي عمار حجازي.
رحلة مع الدعوة والإخوان
مع صغر سنه، التزم الشهيد القسامي عبد الكريم بالمساجد التي تعلم فيها طاعة الله وحب الدين والوطن وكيفية الذود عن حمى الأمة, ففي مسجد السلام القريب من بيته كانت حياته كلها، وانقلبت حياة شهيدنا من شاب يتردد بين الطاعة والمعصية, إلى شاب أكثر ما في حياته طاعة.
ويؤكد " أبو عبيدة " أن الشهيد القسامي عبد الكريم كان من الصوامين القائمين لله تعالى، ولقد أحب إخوانه جميعاً، فكان دائماً يوقظنا على صلاة الفجر ويوصينا بصيام يومي الاثنين والخميس.
وعن نشاطه في المسجد يقول " أبو بشير " أحد إخوانه " كان عبد الكريم شعلة في النشاط ومن كثر حب إخوانه له ولنشاطه رشح لبيعة الإخوان المسلمين في عام 2007م، مما زاده إصراراً في المضي مع الدعوة الإسلامية ".
وعمل شهيدنا " أبو علي " في جهاز العمل الجماهيري وفي أنشطة الكتلة الإسلامية.
شعوره بالأمانة
مع بداية الانتفاضة الحالية شعر شهيدنا " أبو علي " بالدور المنوط به كشاب تجاه أمته ووطنه ودينه, فعمل على التقرب من مجاهدي القسام يوما بعد يوم علهم يتيحوا له الفرصة للانضمام إلى كتائب القسام ويصبح أحد جنود الإسلام.
وجد شهيدنا القسامي عبد الكريم في طلبه وألح على إخوانه للاستجابة لرغبته , محملا إياهم مسئولية رفضهم له أمام الله تعالى يوم القيامة.
شرف الانتماء للقسام
وتم الموافقة من قبل قيادة القسام في منطقة الصبرة عام 2004م انضمام أحد الفرسان إليها إنه الشهيد القسامي عبد الكريم إخزيق ، وكانت من صفاته السرية والكتمان لدرجة كبيرة جداً.
فشارك شهيدنا في العديد من التصدي للإجتياحات الصهيونية لمناطق قطاع غزة، وكان يذهب إلى مناطق بعيدة لصد القوات الصهيونية عن شعبه وأرضه، وهو من المجاهدين الذين يرابطون في الصفوف المتقدمة لرصد العدو الجبان.
ويعتبر شهيدنا أحد فرسان وحدة الدفاع الجوي ولذلك لشجاعته وحبه للجهاد في سبيل الله، وتميز شهيدنا بحصوله على درجات الامتياز من خلال الدورات العسكرية الذي تلاقها في صفوف كتائب القسام.
ويذكر قبل استشهاد الأسد القسامي " أبو علي " حصل على درجة الامتياز أثناء تخريج دورة في القنص والمناورات العسكرية والاقتحامات مما أعُجبت قيادة القسام به.
وارتقى شهيداً على أيدي القتلة
في يوم الخامس عشر من شهر رمضان لشهر تسعة عام 2008م ، كان موعد شهيدنا للإفطار عند الشهداء وعلى حوض المصطفى ( صلى الله عليه وسلم ) والذي ارتقى شهيداً – بإذن الله تعالى – برصاص الغدر والخيانة على يد بعض المشبوهين أثناء تأديته واجبه الوطني في مهمة لفرض النظام والقانون في إطار قوة التدخل وحفظ النظام التابعة لوزارة الداخلية في مدينة غزة، فاستشهد هذا المجاهد البطل بعد مشوار جهادي مشرّف في صفوف كتائب القسام، نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحداً .
ونسأل الله تعالى أن يتقبل شهيدنا برحمته وأن يسكنه جنات النعيم مع الصديقين والشهداء والصالحين وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان وأن يعوضهم خيراً .
صراحة إنه كان رجلاً شجاعاً عنيداً رحمك الله يا عبد الكريم والله إنني إشتقت إليك ولكن لقائنا الفردوس الأعلي بإذن الله