منتديات ســــــــــــــــحـــــــر العــــــــــــــــــــيون
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


أروع منتدى لأروع أعضاء بادارة محمد الصعيدي
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أساليب التحقيق في السجون الاسرائيلية (الجزء الثالث)

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
أبو إسلام الصعيدي
عضو فعال جدا
عضو فعال جدا
أبو إسلام الصعيدي


عدد الرسائل : 525
العمر : 34
تاريخ التسجيل : 14/10/2008

أساليب التحقيق في السجون الاسرائيلية (الجزء الثالث) Empty
مُساهمةموضوع: أساليب التحقيق في السجون الاسرائيلية (الجزء الثالث)   أساليب التحقيق في السجون الاسرائيلية (الجزء الثالث) Icon_minitime2008-10-23, 7:59 am

أساليب التحقيق في السجون الاسرائيلية (الجزء الثالث) 60_


أساليب التحقيق في السجون الاسرائيلية (الجزء الثالث)
--------------------------------------------------------------------------------

معركة‏ التحقيق

التحقيق‏ شكل‏ من‏ أشكال الصراع‏ بين‏ المجاهدين‏ والأعداء ‏له‏ أدواته، وخصائصه‏، وأساليبه وهدف‏ التحقيق‏ هو‏ إثبات التهمة‏ من‏ وجهة‏ نظر‏ العدو‏ على‏ المجاهد‏ الذي‏ يتعرض‏ للتحقيق‏ أو انتزاع‏ الاعترافات‏ والمعلومات‏ التي‏ تشكل‏ صيداً‏ ثميناً‏ للجهاز‏ الأمني وطرفا‏ الصراع‏ هما‏ المجاهد‏ الأعزل سوى‏ من‏ عقيدته‏، وإيمانه، ‏وقدرته‏ على‏ الصمود‏ والمحقق‏ الذي‏ يملك‏ آلة‏ قمعية‏ مجهزة‏ بكافة‏ وسائل‏ التعذيب‏ الجسدي‏ والنفسي‏، ‏والمعلومات‏ المسبقة‏، ولكنه‏ لا ملك‏ العقيدة‏، والقدرة‏ على‏ الصمود‏ أمام عناد‏ المجاهد‏، وصبره‏، وتضحيته‏ إذ احتمل‏ حتى‏ النهاية‏، لذلك‏ وصفنا‏ التحقيق‏ بأنه معركة‏، لأنه يتصف‏ بما‏ للمعركة‏ من‏ شراسة‏، ‏ومراوغة‏، وأساليب خداع‏ متبادلة‏، واستعمال‏ فنون‏ الحرب‏ النفسية .

إن إيمان المجاهد‏ بالله‏، وتمثله‏ بسيرة‏ الأبطال السابقين‏ في‏ تاريخ‏ الإسلام، وفي‏ تاريخ‏ الجهاد‏ المعاصر‏، ‏وتمثله‏ بالهدف‏ العظيم‏ الذي‏ يحتمل‏ المحنة‏ من‏ اجله‏، ‏هو‏ سلاحه‏ في‏ مواجهة‏ المحقق‏، ‏وسبب‏ صموده‏، بينما‏ يعتمد‏ المحقق‏ على‏ تربية‏ وظيفية‏، ورغبته‏ في‏ أداء عمله‏ في‏ نجاح‏، وهذا‏ ليس‏ دافعاً‏ كافياً‏ للقدرة‏ على‏ الصمود‏ في‏ معركة‏ التحقيق‏ حتى‏ النهاية‏، لذلك‏ فإذا تمكن‏ المجاهد‏ من‏ اجتياز‏ معركة‏ التحقيق‏ دون‏ أن يعترف‏، أو أن يدلي‏ بمعلومات‏، تضر‏ إخوانه المجاهدين‏ فإنه‏ هو‏ المنتصر‏، ‏والمحقق‏ هو‏ المهزوم.

يتبع‏ جهاز‏ الأمن الصهيوني‏ عدة‏ أساليب في‏ التحقيق‏، ولكل‏ أسلوب وسائله‏ وأدواته التطبيقية‏ والتقنية‏، ويعمل‏ على‏ أن يكون‏ هناك‏ تناسق‏ وترابط‏ بين‏ الأساليب، لذلك‏ لا يمكن فصل‏ أسلوب عن‏ آخر، كما‏ أن عدد‏ الأساليب التي‏‏ يستخدمها‏، والمدة‏ الزمنية‏ لاستخدام‏ أسلوب معين‏ تطول‏ حسب‏ حالة‏ المجاهد‏، أو حسب‏ حجم‏ القضية‏ أو التهمة‏، وسنحاول‏ في‏ ما‏ يلي‏ عرض‏ لأساليب التحقيق‏ قدر‏ الإمكان.

عادة‏ يتم‏ تكبيل‏ المجاهد‏ لحظة‏ اعتقاله‏ بقيود‏ بلاستيكية‏، ويداه‏ خلف‏ ظهره‏ ويوضع‏ رأسه‏ في‏ كيس‏ من‏ الشادر‏ بحيث‏ لا يتمكن‏ من‏ رؤية‏ شيء‏، وينتقل‏ تحت‏ الضرب‏، والشتم‏، والإهانة المختلفة‏ إلى السجن‏، وهناك‏ يسلم‏ ما‏ يملك‏ من‏ أوراق ونقود‏، وساعة‏ يد‏، وبطاقة‏ هوية‏ ويفحص‏ طبياً‏ لتحديد‏ ما‏ إذا كان‏ به‏ مرض‏ أو عجز‏ ما‏، وينقل‏ إلى الزنزانة‏، حيث‏ يخلع‏ ملابسه‏، ويلبس‏ ملابس‏ خاصة‏ بالسجن‏ ثم‏ ينقله‏ جندي‏ مختص‏ إلى أقبية التحقيق‏، حيث‏ يبدأ‏ التعذيب‏ والمعركة‏ مع‏ المحقق.

أساليب التحقيق‏

أولاً‏ ‏-‏ أسلوب التحقيق‏ الافتراضي‏:
وهو‏ أسلوب قائم‏ على‏ معلومات‏ افتراضية‏ غير‏ مؤكدة‏ لدى‏ المحقق‏، ‏وتستند‏ إلى كميات‏ كبيرة‏ من‏ المعلومات‏ العامة‏ التي‏ استطاع‏ جهاز‏ المخابرات‏ جمعها‏ عن‏ حالات‏ سابقة‏ شبيهة‏ بحالة‏ المجاهد‏ المعرض‏ للتحقيق‏، ‏وبعض‏ المعلومات‏ الخاصة‏ عن‏ المجاهد‏ نفسه‏«‏ويعمد‏ المحقق‏ إلى تركيب‏ صورة‏ معينة‏ بواسطة‏ أجزاء متناثرة‏ من‏ المعلومات‏ الافتراضية‏ التي‏ يسعى‏ إلى تجميعها‏ وتوثيقها‏ عن‏ طريق‏ الأسئلة المباشرة‏ وغير‏ المباشرة‏ التي‏ يوجهها‏ للمجاهد، وكل‏ سؤال‏ يفضي‏ إلى السؤال‏ الذي‏ يليه‏، وكل‏ إجابة تؤدي‏ إلى توضيح‏ الصورة‏ أكثر.

لذلك‏ فإن‏ الأسلوب الافتراضي‏ في‏ التحقيق‏ يقوم‏ على‏ إتقان لعبة‏ ماكرة‏ من‏ الخداع‏ والمراوغة‏ والإيهام بمعرفة‏ كل‏ شيء‏، وهنا‏ تبرز‏ قدرة‏ المجاهد‏ وذكاؤه‏ في‏ فهم‏ اللعبة‏ وتجنب‏ المنزلقات‏، فإذا‏ استطاع‏ التغلب‏ على‏ خداع‏ المحقق‏ نجا‏ بجلده‏، وإذا وقع‏ في‏ أحابيل الأسئلة الافتراضية‏ والإيهام بأن‏ جهاز‏ المخابرات‏ يعرف‏ عنه‏ كل‏ شيء‏ أثبت‏ على‏ نفسه‏ التهمة‏ وعرض‏ نفسه‏ إلى السجن‏ ومزيد‏ من‏ التعذيب‏ لتقديم‏ أكبر‏ قدر‏ ممكن‏ من‏ المعلومات‏ والاعترافات.

غالباً‏ ما‏ يستخدم‏ الأسلوب الافتراضي‏ في‏ الحالات‏ التي‏ لا يملك‏ جهاز‏ الاستخبارات‏ معلومات‏ أكيدة حول‏ موضوع‏ معين‏ أو التهمة‏ التي‏ يتعرض‏ بسببها‏ المجاهد‏ للتحقيق‏، ولكنه‏ يشك‏ فقط‏ بسبب‏ ظروف‏ معينة‏ في‏ أن للمجاهد‏ علاقة‏ بتنظيم‏ ما‏ أو عملية‏ ما‏، والحالات‏ القادمة‏ من‏ الخارج‏ عبر‏ نقاط‏ العبور‏ هي‏ أكثر‏ الحالات‏ تعرضاً‏ لأسلوب التحقيق‏ الافتراضي كما‏ أن هذا‏ الأسلوب يفيد‏ جهاز‏ الأمن في‏ تجميع‏ أو تراكم‏ قدر‏ أكبر‏ من‏ المعلومات‏ التي‏ تصلح‏ لتكوين‏ صورة‏ أشمل‏ حول‏ التنظيمات‏ والمجاهدين‏، وتفيد‏ في‏ حالات‏ التحقيق‏ مع‏ مجاهدين‏ آخرين وطوال‏ فترة‏ الاحتلال‏ كانت‏ الفصائل‏ الفلسطينية‏ تسعى‏ دائماً‏ لاستغلال‏ حركة‏ الدخول‏ والخروج‏ النشطة‏ عبر‏ بوابات‏ العبور‏ لأجل تحقيق‏ أهدافها في‏ إدخال الأسلحة والمتفجرات‏ والصواعق‏ والرسائل‏ وعناصر‏ الاتصال‏، والأموال والكوادر‏ المدربة‏ عسكرياً.

ومن‏ جهته‏ سعى‏ جهاز‏ الأمن الصهيوني‏ باستمرار‏ لاستغلال‏ نقاط‏ العبور‏ من‏ أجل‏ غرس‏ عملاء‏ له‏ في‏ المناطق‏ الساخنة‏ كالمعسكرات‏، والقواعد‏ الفدائية‏، ومكاتب‏ التنظيمات‏، وإرسال جواسيس‏ لجلب‏ المعلومات‏ حول‏ التنظيمات‏، وحول‏ نشاطات‏ الأفراد، وعن‏ الواقع‏ الفلسطيني‏ في‏ دول‏ الشتات.

كما‏ سعى‏ للحصول‏ على‏ المعلومات‏ عن‏ طريق‏ الاستجوابات‏ الروتينية‏ للمسافرين‏ على‏ نقاط‏ العبور‏ تلك.

إن جهاز‏ الأمن الصهيوني‏ معني‏ بجمع‏ أكبر‏ قدر‏ من‏ المعلومات‏ حتى‏ ولو‏ كانت‏ ذات‏ طبيعة‏ عامة‏ عن‏ المكاتب‏ من‏ حيث‏ أسماء العاملين‏ فيها‏، وطريقة‏ العمل‏، وأوقات الدوام‏، ونوع‏ الخدمات‏ التي‏ تقدمها‏ والمعلومات‏ الشخصية‏ عن‏ كل‏ عامل‏ فيها ‏‏اسمه عمره شكله‏، مكان‏ سكنه‏، رقم‏ هاتفه‏، ‏عدد‏ أولاده، راتبه‏، أخلاقياته، وغير‏ ذلك‏ وكذلك‏ عن‏ المعسكرات‏ ومواقعها‏، ومساحتها‏، نوع‏ التسليح‏، معلومات‏ حول‏ قادتها‏ العسكريين‏، طاقمها‏ الإداري، نوعية‏ التدريب‏ وقد‏ يهتمون‏ بمعرفة‏ كمية‏ التموين‏، ‏الملابس‏ المعروفة‏، ‏عدد‏ النشرات‏ والمجلات‏ الموزعة‏ بالمعسكرات‏ وعن‏ طريقها‏ يستطيعون‏ تحديد‏ عدد‏ أفراد المعسكر. إن تراكم‏ هذه‏ المعلومات‏، ‏مهما‏ بدت‏ تفاصيلها‏ غير‏ مهمة‏، ‏تمكن‏ الجهاز‏ الأمني من‏ الاقتراب‏ جداً‏ في‏ فهم‏ طبيعة‏ عمل‏ المناضلين‏ الذين‏ يتعرضون‏ للتحقيق‏، أو خداع‏ أي مناضل‏ بأنهم يعرفون‏ عنه‏ كل‏ شيء.

إن أهم عنصر‏ في‏ أسلوب التحقيق‏ الافتراضي‏ هو‏ زرع‏ الشك‏ في‏ نفس‏ المجاهد‏، ‏والعمل‏ على‏ إفقاده الثقة‏ باخوته‏ وقادته، ‏عن‏ طريق‏ توظيف‏ هذه‏ المعلومات‏، ليظن‏ أن قيادته‏ باعته لجهاز‏ المخابرات‏، .

في‏ منتصف‏ السبعينات‏ تم‏ اعتقال‏ مجموعة‏ من‏ الأشخاص على‏ نقطة‏ العبور‏ عبر‏ جسر‏ الأردن وبعد‏ انتهاء‏ التحقيق‏ مع‏ المجموعة‏، أخرجوا‏ من‏ الزنازين‏ إلى أقسام السجناء‏ الأمنيين، وعند‏ سؤالهم‏ من‏ قبل‏ السجناء‏ الآخرين عن‏ قضيتهم‏، وملابسات‏ اعتقالهم قالوا‏ لقد‏ وجدنا‏ كل‏ شيء‏ أمامنا، إنهم‏ يعرفون‏ كل‏ شيء حتى‏ أدق المسائل‏ التي‏ لا يعرفها‏ أحد، وجدناها‏ معروفة‏ عند‏ المخابرات‏ كل‏ الذين‏ في‏ الخارج‏ عملاء وقد‏ باعونا‏ للموساد تُرى‏ هل‏ هذا‏ استنتاج‏ صحيح ؟ ‏هل‏ هذه‏ قصة‏ صحيحة؟ ‏وهل‏ هذه‏ المجموعة‏ صادقة‏ أم أنها مجرد‏ مبررات‏ لتغطية‏ العجز‏ والانهيار‏ والاعتراف‏ أمام المحقق ؟أم أن هناك‏ وجهاً‏ آخر للمسألة؟

أن تفسير‏ ما‏ حدث‏ بسيط‏، وهو‏ أن ضابط‏ المخابرات‏ المختص‏ بالساحة‏ الأردنية قد‏ تراكمت‏ لديه‏ كمية‏ كبيرة‏ من‏ المعلومات‏ العامة‏، وبعضها‏ من‏ نوع‏ ما‏ ينشر‏ في‏ الصحف‏، والإذاعة والتلفزيون وبعض‏ المعلومات‏ الخاصة‏، ‏ولكنه‏ استطاع‏ أن يستثمر‏ هذه‏ المعلومات‏ استثماراً‏ جيداً‏ للإيقاع بأولئك‏ الأشخاص..

فقد‏ كان‏ ضابط‏ المخابرات‏ الصهيوني‏ يعرف‏ أن كل‏ فلسطيني‏ يعبر‏ الجسر‏ باتجاه‏ الأردن لا بد‏ أن يمر‏ باتجاه‏ مكتب‏ م ت ف في‏ عمان‏ لسبب‏ أو لآخر، ‏ويسبب‏ الروتين‏ الإداري والبيروقراطية‏ أن يضطر‏ ذلك‏ الفلسطيني‏ للتردد‏ على‏ المكتب‏ عدة‏ مرات‏، ولا بد‏ أنه‏ سيتعرف‏ أثناء تكرار‏ زيارته‏ للمكتب‏ على‏ العاملين‏ هناك‏، وسيحاول‏ بعضهم‏ إظهار مساعدته‏ له‏ أو حرصه‏ عليه‏، والتودد‏ إليه، لأجل كسبه‏ في‏ التنظيم ومن‏ المعلومات‏ المتوافرة‏ مسبقاً‏ لدى‏ رجال‏ المخابرات‏ يعرف‏ المحقق‏، أن بعض‏ العاملين‏ في‏ المكتب‏ يدعى‏ أبا فراس‏، وأن‏ أبا فراس‏ يجند‏ المراجعين‏ لصالح‏ جهاز‏ الغربي‏ في‏ حركة‏ فتح‏، ومن‏ خلال‏ حالات‏ اعتقال‏ سابقة‏، واعترافات‏ المعتقلين‏، الذين‏ كرروا‏ عدة‏ مرات‏ قصة‏ تجنيدهم‏ من‏ البداية‏ إلى النهاية‏، والطريقة‏ التي‏ تمت‏ بها‏ عملية‏ التجنيد‏، والأماكن التي‏ نقلوا‏ إليها، ‏والبيوت‏ الخاصة‏ التي‏ دخلوها‏ والسيارات‏ التي‏ أقلتهم، وأرقام الهواتف‏ المعلنة‏ والسرية‏، والأسماء الحقيقية‏ لكل‏ فرد‏ من‏ مساعدي‏ أبي فراس‏، ‏ونوعية‏ التدريب‏ الذي‏ تلقوه‏، ‏وطريقة‏ التدريب‏، ‏ونوعية‏ الأسلحة المستخدمة‏ فيه‏، ‏واسم‏ المدرب‏، ‏والمهمات‏ التي‏ كلفوا‏ بها وطريقة‏ الاتصال والمبالغ‏ المالية‏ التي‏ أخذوها، إن هذه‏ المعلومات‏ التي‏ حصل‏ عليها‏ المحقق‏ إذا ما‏ ركبت‏ تركيباً‏ متكاملاً‏ فإنها تعطي‏ أسماء الأشخاص، وطريقة‏ تفكيرهم‏، ‏ونمط‏ تعاملهم‏، ‏بحيث‏ يستطيع‏ جهاز‏ المخابرات‏ وضع‏ فرضية‏ معينة مثلاً إن حالة‏ "س" البالغ‏ من‏ العمر‏ عاماً والذي‏ يسكن‏ في‏ إحدى المخيمات‏ الفلسطينية‏ في‏ الداخل والذي‏ سافر‏ للأردن عبر‏ الجسر‏، ومكث‏ هناك‏ ‏يوماً‏ ثم‏ عاد سيكون‏ صيداً‏ ثميناً‏ لأبي فراس‏، وإنه‏ سيجند‏ على‏ يديه‏ بنفس‏ الطريقة‏ التي‏ جند‏ بها‏ سابقاً‏ أ‏+‏ب‏+‏ج‏+‏د‏..الخ‏ من‏ الناس وبذلك‏ سيرتب‏ المحقق‏ معلوماته‏، ‏ويعد‏ أوراقه ومقدماته‏، ‏ويواجه‏ بها‏ المعتقل‏ "س" بطريقة‏ ذكية‏ وواعية‏ ومدروسة‏، ليثبت‏ فيها‏ من‏ خلال‏ التحقيق‏ أن "س" جند‏ كما‏ جند‏ غيره.

من‏ جهته‏ "س" الذي‏ كان‏ يظن‏ أن كل‏ ما‏ حدث‏ معه‏ منذ‏ لقائه‏ بأبي‏ فراس‏، وتجنيده‏، وتدريبه‏ والمهمات‏ التي‏ كلف‏ بها.. كل‏ ذلك.. كان‏ سراً‏ من‏ الأسرار التي‏ لا يعرفها‏ أحد سواه‏ وسوى‏ أبي فراس‏ وسوى‏ الله.. وعندما‏ يواجه‏ المحقق‏ يعتقد‏ أنه‏ سيسأله‏ بعض‏ الأسئلة الروتينية‏ التقليدية‏، ثم‏ يُخلي‏ سبيله‏، ولكنه‏ يفاجأ‏ بأسئلة‏ أخرى تجره‏ إلى فخ‏ منصوب‏ بعناية‏ وذكاء‏، سيسأله‏ المحقق "أين نمت‏ الليلة‏ الماضية؟.. " س" الذي‏ نام‏ تلك‏ الليلة‏ في‏ بيت‏ أبي فراس‏ وراجع‏ معه‏ خطة‏ العمل‏، والشيفرة‏، وكيفية‏ الاتصال‏ وركز‏ عليه‏ في‏ المسائل‏ الامنية‏، والتنظيمية‏، والعسكرية‏، وأوصله في‏ الصباح‏ إلى موقف‏ سيارات‏ الجسر‏، سيشعر‏ أن السؤال‏ اخترقه‏ كسهم‏، وهزه‏ هزاً‏ عنيفاً‏، ظهر‏على‏ ملامح‏ وجهه‏، وحركة‏ عينيه‏، ونبرة‏ صوته‏، سيحاول‏ استيعاب‏ المأزق‏ بسرعة‏، وامتصاص‏ الدهشة‏، والتظاهر‏ بالعفوية‏ وربما‏ أجاب على‏ السؤال‏ بشيء‏ من‏ التلعثم "نمت‏ في‏ الفندق" ولكن‏ المحقق‏ يعاجله‏ بالسؤال‏ الثاني‏، "ومن‏ أوصلك إلى موقف‏ سيارات‏ الجسر"..؟ سيحاول‏ "س" أن يخفي‏ الحقيقة‏ مرة‏ أخرى "سواق‏ أجرة"..!.. "ما‏ هو‏ لون‏ سيارة‏ الهوندا‏ التي‏ أوصلتك ؟ وكم‏ أعطاك أبو فراس‏ من‏ النقود" إن المحقق‏ يحاول‏ توجيه‏ صدمات‏ قوية‏ بأسئلته، ويشعر‏ س انه‏ يعرف‏ عنه‏ كل‏ شيء وخلال‏ ذلك‏ يدرس‏ ردود‏ أفعاله، ويفقده‏ الثقة‏ بالنفس‏، وفي‏ اللحظة‏ التي‏ يصل‏ فيها‏ "س" إلى أقصى درجات‏ التوتر‏ الداخلي يسأله‏ المحقق هل‏ أنا كنت‏ معكم؟ إذاً كيف‏ عرفت‏ كل‏ هذا‏ ؟‏هل‏ فكرت‏ جيداً أنت مسكين أنت ضحية باعك‏ الذين‏ في‏ الخارج إنهم‏ يعملون‏ معنا وفي‏ هذا‏ الجو‏ المتوتر يروي‏ "س" قصته‏ من‏ جديد‏ عشرات‏ المرات‏، وبإسهاب‏ كبير إذ أنه‏ بعد‏ أن اهتزت‏ ثقته‏، ‏وصدق‏ أن قيادته‏ عميلة‏ للموساد‏، سيروي‏ كل‏ شيء‏ مر‏ به‏، وسيعيد‏ كل‏ ما‏ سمع‏، وشاهد‏، وحدث‏ معه وستكون‏ قصته‏ فصلاً‏ جديداً‏ ومهماً‏ لجهاز‏ المخابرات‏ لمعرفة‏ معلومات‏ جديدة‏ حول‏ التنظيم‏ وحول‏ عمل‏ أبي فراس‏، وتطورات‏ الوضع‏ التنظيمي‏ بشكل‏ عام‏ في‏ الخارج.

إن على‏ المجاهد‏ أن يعلم‏ جيداً‏ أن هناك‏ كماً‏ هائلاً‏ من‏ المعلومات‏ العامة‏، التي‏ يمكن‏ أن تعرفها‏ أجهزة المخابرات‏ بكل‏ سهولة‏، كما‏ يمكن‏ أن يعرفها‏ أي إنسان عادي‏ ومتتبع‏، ‏وهناك‏ معلومات‏ خاصة‏ يستنبطها‏ المحقق‏ من‏ خلال‏ اعترافات‏ المعتقلين‏، وهناك‏ معلومات‏ سرية‏ جداً‏ لا تعرفها‏ أجهزة المخابرات‏، مثل‏ المسؤول‏ التنظيمي‏، طريقة‏ التجنيد‏، اللقاءات‏، ‏الدورات‏ التدريبية‏، الاسم‏ الحركي‏، ‏الرقم‏ السري المهمات الخ‏ ولكن‏ جهاز‏ المخابرات‏ يركب‏ المعلومات‏ العامة‏ والمعلومات‏ الخاصة‏ في‏ مقدمات‏ منطقية‏ لإيصال المعتقل‏ إلى نتيجة‏ منطقية‏، ‏وهي‏ أنه‏ مكشوف‏ لجهاز‏ المخابرات‏ الذي‏ يعرف‏ عنه‏ كل‏ شيء ومن‏ جهة‏ أخرى، ‏فان‏ المخابرات‏ الصهيونية‏ كانت‏ تعرف‏ وكما‏ هو‏ معروف‏ للجميع‏ -‏ أن الوجود‏ الفلسطيني‏ العسكري‏ تركز‏ فيما‏ مضى‏ في‏ بيروت‏، ودمشق‏، وبغداد‏، والجزائر‏، وطرابلس‏ وأن‏ وجود‏ ختم‏ دخول‏ وخروج‏ إلى تلك‏ الدول‏ ومنها‏، ‏على‏ وثيقة‏ أو جواز‏ السفر‏، والمدة‏ الزمنية‏ التي‏ تكشفها‏ تلك‏ الأختام، تشكك‏ أن الشخص‏ حامل‏ هذه‏ الوثيقة‏ قد‏ دخل‏ تلك‏ البلاد‏ لغرض‏ التدريب‏ العسكري‏، ‏وهناك‏ بعض‏ الطلبة‏ بشكل‏ خاص‏، ‏وبعض‏ الفلسطينيين‏ الذين‏ سافروا‏ من‏ فلسطين‏ إلى الدول‏ العربية‏ قد‏ اعترفوا‏ بتلقي‏ تدريبات‏ عسكرية‏ في‏ معسكرات‏ التنظيمات‏ المتواجدة‏ في‏ تلك‏ البلاد وبعد‏ تحقيق‏ قصير‏ قدموا‏ للمخابرات‏ معلومات‏ وافرة‏ حول‏ التدريبات‏ التي‏ تلقوها‏، والطريقة‏ التي‏ تم‏ بها‏ تجنيدهم‏، والأشخاص الذين‏ أشرفوا‏ عليهم‏، وغير‏ ذلك وعندما‏ يعود‏ شخص‏ ما‏ من‏ سفره‏ خارج‏ فلسطين‏ إليها عبر‏ إحدى نقاط‏ العبور‏، ويسلم‏ جواز‏ سفره‏ على‏ نقطة‏ الحدود‏، فإن‏ ضابط‏ الأمن، ‏يقلب‏ أوراق الجواز‏ بحثاً‏ عن‏ أختام الدخول‏ والخروج‏، فإذا وجد‏ أختام الدول‏ المذكورة‏ تلك‏، يحتجز‏ ذلك‏ الشخص‏ للتحقيق‏، فإذا كان‏ هذا‏ الشخص‏ يدرس‏ أو يعمل‏ في‏ دولة‏ غير‏ تلك‏ الدول‏، فإنه‏ يصبح‏ عرضة‏ للشك‏، ويبدأ‏ ويتعرض‏ عندها‏ للتحقيق‏ المطول‏، يغلب‏ عليه ‏طابع‏ أسلوب التحقيق‏ الافتراضي.

في‏ هذه‏ الحالة‏ يجب‏ على‏ أي شخص‏ يتعرض‏ لهذا‏ الموقف‏ أن يكون‏ موقناً‏ يقيناً‏ قاطعاً‏ إن جهاز‏ المخابرات‏ الصهيوني‏ لا يعرف‏ عنه‏ شيئاً‏ خاصاً‏ أو سرياً‏ على‏ الإطلاق، إلا إذا كان‏ أثناء وجوده‏ في‏ الخارج‏ متهوراً‏ في‏ تصرفاته‏، وارتكب‏ بعض‏ الأخطاء، والتجاوزات‏، بحيث‏ أظهر‏ بشكل‏ مفضوح‏ ما‏ يستدل‏ فيه‏ على‏ انتماء‏ تنظيمي‏ معين‏، كأن‏ يشارك‏ في‏ توزيع‏ بيانات‏ أو نشرات‏ أو مجلات‏ تنظيمية أو يشارك‏ في‏ ندوات‏ تدل‏ على‏ عضوية‏ في‏ التنظيم‏ أو المشاركة‏ النشيطة‏ في‏ مناسبات‏ خاصة‏ بتنظيم‏ ما عندها‏ يجب‏ عليه‏ أن يدرس‏ أخطاءه جيداً ويتعلم‏ منها‏، وان‏ لا يكررها‏ أبداً وأن‏ يحاول‏ في‏ لحظة‏ التحقيق‏ البحث‏ عن‏ تبريرات‏ لمثل‏ هذه‏ المشاركة‏، بحيث‏ لا يدلي‏ بأية‏ معلومات‏ تضره‏ وتضر‏ اخوته‏ المجاهدين‏.

إن معرفة‏ المجاهد‏ لأسلوب التحقيق‏ الافتراضي‏ سيحصنه‏ من‏ التأثر‏ بصدمات‏ المحقق‏ ويجنبه‏ التعرض‏ للاهتزاز‏، والتوتر‏، ومن‏ هنا‏ عليه‏ ألا يظهر‏ ردود‏ أفعال غير‏ طبيعية‏ وأن‏ يحافظ‏ أمام المحقق‏ على‏ رباطة‏ جأشه‏، وعفويته‏، وعندما‏ لا يجد‏ المحقق‏ نجاحاً‏ لأسلوبه على‏ نفسية‏ المجاهد‏ سيخيب‏ ظنه‏، وتطيش‏ سهامه‏ وسيقتنع‏ أنه‏ يحقق‏ مع‏ الشخص‏ الخطأ.. وأن‏ المجاهد‏، لا علاقة له‏ بالتهمة‏ المفترضة‏، وسينهي‏ التحقيق‏ معه‏، بسؤاله‏ حول‏ قضايا‏ عامة.

وعندما‏ يبوء‏ بالفشل‏ يسلمه‏ أوراقه وهويته‏، ويتركه‏ لحال‏ سبيله (الله‏ ولي‏ الذين‏ آمنو‏ا والذين‏ كفروا‏ لا مولى‏ لهم‏).

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو إسلام الصعيدي
عضو فعال جدا
عضو فعال جدا
أبو إسلام الصعيدي


عدد الرسائل : 525
العمر : 34
تاريخ التسجيل : 14/10/2008

أساليب التحقيق في السجون الاسرائيلية (الجزء الثالث) Empty
مُساهمةموضوع: رد: أساليب التحقيق في السجون الاسرائيلية (الجزء الثالث)   أساليب التحقيق في السجون الاسرائيلية (الجزء الثالث) Icon_minitime2008-10-23, 8:01 am

ثانياً‏ - أسلوب الكيس‏ :
هو‏ أحد أساليب التحقيق‏ التي‏ تستهدف‏ الضغط‏ النفسي‏ على‏ المجاهد‏ بواسطة‏ تعذيبه‏ جسدياً‏ باستعمال‏ كيس عادة‏ ما‏ يكون‏ من‏ قماش‏ الشادر‏ الذي‏ يكاد‏ لا يسمح للهواء‏ بالدخول‏ عبر‏ مساماته‏ ولا‏ للضوء‏ بالنفاذ‏ منه‏، وعندما‏ يوضع‏ رأس‏ المجاهد‏ في‏ الكيس‏، فإنه‏ لا يستطيع أن يرى‏ شيئاً‏ ولا يستطيع‏ أن يعرف‏ الوقت‏ ليلاً‏ كان‏ أم نهاراً‏، ويفقد‏ الإحساس بالزمن‏ الموضوعي‏، ‏ويعيش‏ في‏ الزمن‏ الذاتي‏ الذي‏ تصبح‏ فيه‏ الدقيقة‏ ساعات بالإضافة إلى فقدان‏ الإحساس بالمكان‏ الواقعي‏ لعدم‏ معرفة‏ المكان‏، ‏وعدم‏ رؤية‏ أي شيء‏ حوله‏، ‏مما‏ يحصر‏ التفكير‏ في‏ الذات‏ والنفس.

في‏ داخل‏ الكيس‏ تتوقف‏ كل‏ الحواس‏ عن‏ العمل‏، ‏وتنشط‏ حاسة‏ السمع‏ حيث‏ يسمع‏ المعتقل‏ في‏ الغالب‏ الصراخ‏، وأصوات التعذيب‏، وأصوات الأبواب الحديدية‏ وهي‏ تفتح‏ وتغلق‏ بضجيج‏ عال‏، وأصوات الضرب‏، والتنهدات‏، ‏وآهات‏ المعذبين‏، ‏وانين‏ المنهكين‏، وأصوات خافتة‏ كأنها‏ صادرة‏ عن‏ أشباح، ‏وهي‏ في‏ غالبها‏ مفتعلة‏، ‏ولكنها‏ تصل‏ إلى المعتقل‏ بشكل‏ مضخم‏ جداً‏ بسبب‏ الكيس‏، ويتولد‏ لديه‏ إحساس قاس‏ بالعزلة‏ عن‏ العالم‏، أو أن العالم‏ كله‏ قد‏ انكمش‏، واختزل‏ في‏ الأصوات، ‏وفي‏ لحظات‏ الترقب‏، "متى‏ سيأتي‏ دوري متى‏ سأتلقى‏ الرفسة‏ من‏ الخلف‏، أو الركلة‏ في‏ البطن‏، أو الضربة‏ على‏ الرأس"، وهي‏ ضربات‏ يتلقاها‏ المعتقل‏ عادة‏ من‏ الحارس‏ لتصعيد‏ توتره‏، ودفعه‏ للانهيار‏، وللكيس‏ رائحة‏ كريهة رائحة‏ العرق‏، أو تقيؤ‏، أو دم‏ أو رائحة‏ غاز فهو‏ لا يغسل‏ مما‏ يسبب‏ صعوبة‏ شديدة‏ في‏ التنفس‏، ‏وضيقاً‏ في‏ الصدر‏، ‏ويستمر‏ وضع‏ الكيس‏ في‏ الرأس‏ لأيام وأسابيع، ‏وربما‏ يضاف‏ إليه كيس‏ آخر لذلك‏ على‏ المجاهد‏ البدء‏ فوراً‏ بالمعركة‏ مع‏ الكيس‏، وألا يبقى‏ صامتاً‏ مستسلماً‏ ينتظر‏ قدره عليه‏ أن يحاول‏ عمل‏ ثقب‏ في‏ الكيس‏ مهما‏ كان‏ صغيراً‏، سواء بقرضه‏ بأسنانه أو بحكه‏ في‏ الحائط‏ لكي‏ تتوسع‏ بعض‏ مساماته‏، ‏وتخف‏ سماكته‏، ‏ويظهر‏ ثقب‏ صغير‏ وهذا‏ الثقب‏ مهم‏ جداً‏ في‏ المعركة إنه‏ نافذة‏ للروح‏ وللنفس‏ قبل‏ كل‏ شيء‏، ومن‏ خلاله‏ يستطيع‏ المعتقل‏ مراقبة‏ الجندي‏ الحارس‏، ‏ومعرفة‏ مكانه‏، ‏وفترة‏ غيابه‏، ومعرفة‏ المعتقلين‏ الذين‏ بجواره‏ وعددهم ومن‏ ثم‏ يستطيع‏ معرفة‏ أصواتهم من‏ خلال‏ حركة‏ أجسامهم ويستطيع‏ التنقل‏ من‏ مكان‏ إلى آخر في‏ غفلة‏ عن‏ الحارس‏، ‏والحديث‏ مع‏ المعتقلين‏ بالإشارات كالنحنحة‏، ‏والضغط‏ على‏ الأرجل، ‏والهمس‏، ‏ويمكنه‏ استغلال‏ غياب‏ الحارس‏، ‏وانشغال‏ ضباط‏ المخابرات‏ لتحريض‏ اخوته‏ المعتقلين‏ على‏ الصبر‏، ‏والتحمل‏، ‏والصمود‏، ويمكنه‏ معرفة‏ الأوقات من‏ خلال‏ شعاع‏ الشمس‏، ‏وضوء‏ النهار.

إن الكيس‏ يولد‏ ضغطاً‏ شديداً‏ على‏ المجاهد‏ يدفعه‏ إلى التقيؤ‏ وثقب‏ الكيس‏ يخلق لديه‏ إحساساً‏ بالحيوية‏، ‏والنشاط‏ مما‏ يساعده‏ على‏ الصبر‏ والصمود.

أحياناً‏ يتظاهر‏ الحارس‏ بأنه سيضع‏ إصبعه في‏ عين‏ المجاهد‏ ليتأكد‏ من‏ أنه‏ لا يرى‏، ‏وعلى‏ المجاهد‏ في‏ هذه‏ الحال أن يحظر‏ الحركة‏ اللاإرادية‏، وألا يزيح‏ رأسه‏، أو يتراجع‏ للخلف‏، ‏لأن‏ الحارس‏ سيدرك‏ أن المجاهد‏ يرى‏، ‏لذلك‏ سيضربه‏، ‏ويغير‏ الكيس‏ بأسوأ منه‏، أو يضع‏ كيساً‏ آخر إضافياً‏ في‏ رأس‏ المجاهد.

ثالثاً - أسلوب التعذيب‏ الجسدي‏ :
القصد‏ من‏ استخدام‏ أسلوب التعذيب‏ الجسدي‏، ‏هو‏ التسبب‏ بالألم الشديد‏ لدى‏ المجاهد‏، وإرهاق جهازه‏ العصبي‏ ونفسيته‏‏ إلى أقصى حد‏ بحيث‏ يضطر‏ للانهيار‏ والاعتراف‏، ‏ويستخدم‏ المحقق‏ في‏ هذا‏ الأسلوب الضرب‏ على‏ المعدة‏‏ ضربات‏ سريعة‏ وقوية‏، ‏والضرب‏ على‏ الوجه‏، ‏مما‏ يحدث‏ انتفاخاً‏ وتورماً‏ في‏ العينين‏ والضرب‏ على‏ المفاصل‏ والعظام‏ لإحداث ألم شديد‏ أو الضرب‏ على‏ مؤخرة‏ الرأس‏ لإحداث الإنهاك في‏ الجهاز‏ العصبي‏، ‏والضرب‏ بالعصي‏ الكهربائية‏ التي‏ تفرغ‏ شحنات‏ كهربائية‏ في‏ الجسم‏ مسببة‏ لسعات‏ قوية‏، ‏ومولدة‏ ارتجاجاً‏ شديداً‏ في‏ الجسد واستخدام‏ "الفلكة" ‏للضرب‏ على‏ باطن‏ القدم‏، وإطفاء السجائر‏ في‏ الجسم‏ مما‏ يحدث‏ حروقاً‏ بالغة‏، ‏وتحميل‏ المجاهد‏ كرسياً‏ على‏ يديه‏ لفترات‏ طويلة‏، ‏ووضعه‏ تحت‏ دوش‏ الماء‏ البارد‏ لساعات‏، ‏ثم‏ تعريضه‏ لمروحة‏ هواء‏ سريعة‏، ‏تجعل‏ الهواء‏ بارداً‏ جداً‏، ‏مما‏ يؤدي‏ إلى الارتجاف‏ الحاد‏، وارتفاع‏ نبض‏ القلب‏، ‏وصعوبة‏ التنفس والتنقل‏ من‏ مكان‏ بارد‏ إلى مكان‏ ساخن والوقوف‏ على‏ القدمين‏ فترات‏ طويلة‏، ‏مما‏ ينهك‏ الأعصاب، ‏ويجعل‏ الأقدام تنتفخ‏ وتتورم والشبح‏ "التعليق" على‏ الباب‏‏ والضغط‏ على‏ الخصيتين‏ بشدة‏، ‏مما‏ يحدث‏ قدراً‏ كبيراً‏ من‏ الألم.

إن المحقق‏ عندما‏ يستخدم‏ هذه‏ الممارسات‏، ‏لا يستخدمها‏ مرة‏ واحدة‏، ‏ولا يستخدمها‏ بالترتيب‏ ولكنه‏ يستخدم‏ بعضها‏ بشكل‏ تجريبي‏، ‏محاولاً‏ العثور‏ على‏ نقاط‏ الضعف‏ عند‏ المجاهد‏ ولمعرفة‏ أثرها عليه‏، فإذا تأكد‏ أنها لا تسبب‏ أثراً‏ عظيماً‏، ‏ولم‏ يعثر‏ على‏ نقاط‏ الضعف‏ يعمد‏ إلى تجربة‏ ممارسات‏ أخرى مصحوبة‏ بحملة‏ نفسية‏، ‏كتهديد‏ المجاهد‏ بأنه سيصاب‏ بالعجز‏ أو الشلل‏ أو العقم‏، أو انه‏ سيموت‏ بسبب‏ التعذيب‏، ‏وهكذا‏ يتعرض‏ المجاهد‏ لامتحان‏ شديد‏ للنفس‏ لحظة‏ التحقيق‏، ‏ولكن‏ المحقق‏ لا يهدف‏ إلى قتل‏ المجاهد‏، ‏بل‏ إن هدفه‏ هو‏ الحصول‏ على‏ المعلومات‏، ‏وهو‏ يلجأ‏ للتعذيب‏ الجسدي‏، إنما يقصد‏ بوضع‏ المجاهد‏ في‏ حالة‏ من‏ الإرهاق والإنهاك، ‏ولدفعه‏ عبر‏ الحيل‏ النفسية‏ للتفكير‏ بحياته‏، وإنقاذ نفسه‏ من‏ العجز‏ أو الموت‏، ‏لذلك‏ على‏ المجاهد‏ أن لا يكون هدفه‏ المحافظة‏ على‏ حياته‏ أو أن يضع‏ في‏ تفكيره‏ الانهيار‏، والإدلاء بالمعلومات‏ المطلوبة‏ منه‏، إنما أن تكون‏ مرضاة‏ الله‏ هي‏ هدفه‏، ‏مما‏ يمكنه‏ من‏ تحمل‏ الألم والعذاب‏، ‏والقدرة‏ على‏ الصمود.

إن الإيمان الراسخ‏ في‏ القلب‏ يولد‏ في‏ النفس‏ طاقة‏ روحية‏ هائلة‏، وإرادة صلبة‏ لا تكسرها‏ أساليب التعذيب‏، ‏وإن‏ قانون‏ الألم (يقول‏ إن الضربات‏ كلما‏ ازدادت‏ على‏ الجسد‏ يصبح‏ أقل‏ شعوراً‏ بالألم ويتخدر‏) والألم هو‏ شعور‏ داخلي‏ يشعر‏ الإنسان ذاته‏ بأن‏ جسده‏ يتعرض‏ إلى الأذى إذ تنقل‏ موجات‏ عصبية‏ عن‏ طبيعة‏ الألم إلى الجهاز‏ العصبي‏ المركزي‏. النخاع‏ الشوكي‏ والدماغ‏ ليأخذ‏ بدوره‏ عبر‏ ردات‏ الفعل‏ العفوية‏ أو الإرادية موقفاً‏ ما معظم‏ الألياف العصبية‏ المتخصصة‏ بالألم منتشرة‏ تحت‏ الجلد‏، ‏وحول‏ الأعضاء في‏ الجسم والألم له‏ صفات‏ عديدة‏، ‏ويختلف‏ من‏ إنسان إلى آخر نسبياً‏، ‏ويزداد‏ الشعور‏ بالألم أو يقل‏ حسب‏ الوضعية‏ النفسية‏ التي‏ يكون‏ فيها‏ الأسير، ‏وتلعب‏ الحواس‏ والمخيلة‏ والتجارب‏ السابقة‏ دوراً‏ في‏ هذا‏ الصدد‏، ‏ويتحمل‏ الإنسان الألم إلى حد‏ معين‏، ‏ثم‏ يحصل‏ الإغماء الذي‏ هو‏ نوع‏ من‏ الدفاع‏ الذاتي‏ عن‏ الإنسان يحمي‏ به‏ نفسه‏ تلقائياً‏.

رابعاً - أسلوب التشكيك :
يقوم‏ أسلوب التشكيك‏ على‏ حيلة‏ نفسية‏ تعتمد‏ على‏ معلومات‏ موجهة‏، ‏مثل‏ الحكايات‏ والأمثال الشعبية‏، ‏والمقدمات‏ الخاطئة‏ التي‏ يستخدمها‏ المحقق‏ من‏ أجل‏ تشكيك‏ المجاهد‏ بعقيدته‏ وتاريخه‏ وانتمائه وقضيته‏ وحركته‏ واخوته‏ المجاهدين‏، ‏ليجره‏ إلى هاوية‏ الانهيار‏ والاعتراف.

وقد‏ يبدأ‏ بتضخيم‏ اليهود‏ وكيف‏ أنهم‏ شعب‏ الله‏ المختار‏، ‏وأن‏ الله‏ فضلهم‏ على‏ العالمين‏ كما‏ يؤكد‏ القرآن‏، ‏وان‏ الله‏ مع‏ اليهود‏ وينصرهم‏، ‏ويؤيدهم‏ وأن‏ جذور‏ عقيدتهم‏ تقوم‏ على‏ الميثالوجية‏ الدينية‏، ‏والمحرقة‏ "الهولوكوست" والخروج‏ "الايكسودوس" ‏والشتات‏ الديسابورا ‏والبطولة‏ شمشون ‏والانتحار‏ الجماعي‏(متسادا) ‏والوجود‏ التاريخي‏ لليهود‏ في‏ فلسطين‏ أرض‏ الميعاد ‏وأن‏ الأنبياء كلهم‏ من‏ نسل‏ اليهود‏، ‏وأن‏ المسلمين‏ متزمتون‏ متعصبون‏، ‏يريدون‏ في‏ عصر‏ الذرة‏ إعادة عصر العبيد‏، ‏وأن‏ اليهود‏ أقوياء، ‏ويتحكمون‏ بالعالم‏، ‏وأن‏ جميع‏ الزعماء‏ والقادة‏ والحكام‏ عملاء‏ لهم‏، ‏وأن‏ (إسرائيل) عبر‏ تقدمها‏ الحضاري‏ والتكنولوجي‏ أصبحت تتحدى‏ العالم‏، ‏وأن‏ العرب‏ لا يملكون‏ أي قوة وان‏ اليهود‏ هزموا‏ جميع‏ الجيوش‏ العربية‏ في‏ ساعات‏ قليلة‏ فإذا كانت‏ جيوش‏ العرب‏ جميعاً‏ لم‏ تهزم‏ (إسرائيل)، ‏هل‏ يستطيع‏ مئات‏ من‏ المجاهدين‏ أن يؤثروا‏ فيها‏ بشيء. إن هؤلاء‏ المجاهدين‏ مساكين‏ يظنون‏ أنهم‏ يلحقون‏ الأذى (بإسرائيل)، وهم‏ في‏ الحقيقة‏ لا يلحقون‏ الأذى إلا بأنفسهم وأهليهم وذويهم‏‏ ومستقبلهم‏، ‏ولا مبرر‏ لهذه‏ التضحيات‏ التي‏ لا تخدم‏ الشعب‏ بل‏ تخدم‏ القادة‏ الذين‏ يتاجرون‏ بدمائهم‏‏ وبحياتهم‏ وهم‏ يعيشون‏ بأمان في‏ الخارج‏، ‏وأن‏ (إسرائيل) ترغب‏ بالسلام‏ مع‏ الجميع‏ وأن‏ ذراع‏ جهاز‏ المخابرات‏ طويلة‏ تصل‏ إلى كل‏ مكان‏، ‏وأنهم‏ يعرفون‏ عنه‏ كل‏ شيء‏، وكانت‏ التقارير‏ تصلنا‏ باستمرار فقط‏ نحن‏ أمهلناكم، وانتظرنا‏ حتى‏ اعتقلناكم‏ جميعاً‏، ‏من‏ الكبير‏ حتى‏ الصغير‏، ‏ولم‏ يفلت‏ من‏ قبضتنا‏ أحد فلا‏ فائدة‏ من‏ الإنكار، ‏وعليك‏ أن تعترف‏ كباقي‏ زملائك‏ الذين‏ اعترفوا‏، ‏وانتهى‏ التحقيق‏ معهم وسواء اعترفت‏ أم لا‏، ‏فنحن‏ لا نريد اعترافك‏، ‏المعلومات‏ التي‏ لدينا‏ تحكم‏ عليك‏ بالسجن‏ المؤبد لذلك‏ عليك‏ أن تفكر، ساعدنا‏، ‏ونحن‏ نساعدك‏، ‏ومائة‏ أم تبكي‏ ولا‏ أمي تبكي‏، ‏والدجاجة‏ إن حفرت‏ على‏ رأسها‏ عفرت وأنا اقدم‏ لك‏ واقعة‏ ‏يوم‏:6/10 ‏كنتم‏ متواجدين‏ في‏ المنطقة‏ الصناعية‏، ‏نفذتم‏ العملية‏، ‏وكان‏ معكم‏ رشاش‏ كلاشنكوف‏، ‏نحن‏ لم‏ نكن‏، ‏ولكننا‏ نعرف‏ كل‏ شيء والآن تعال‏ لترى‏ المجاهدين‏ هنا‏ يتم‏ اصطناع‏ مسرحية بحيث‏ يتم‏ وضع‏ مجاهد‏ أو اثنين‏ في‏ وضع‏ مريح‏، وهم‏ يشربون‏ الشاي‏ وأمامهم أطباق من‏ الفواكه‏ وتجالسهم‏ مجندة‏، ‏ويتندر‏ معهم‏ ضابط‏ آخر مجموعة‏ نكات‏ لكي‏ يضحكهم‏، ‏ويفتح‏ المحقق‏ فتحة‏ صغيرة‏ من‏ كوة‏، ‏لكي‏ يشاهد‏ المجاهد‏ هذه‏ الوضعية‏، ‏وربما‏ يكون‏ هناك‏ أخ تساقط‏ أو اعترف‏ يحضره‏ ضابط‏ المخابرات‏ ويسأله‏ "اسمك‏؟".. "هل‏ اعترفت؟" نعم.. "أي تنظيم؟" أو يحضر‏ عميلاً‏ مدرباً‏ ويدخل‏ في‏ رأسه‏ كيساً لكي‏ يقوم‏ بهذا‏ الدور.

إن المحقق‏ يستجمع‏ كل‏ طاقاته‏، ‏ويقدم‏ كل‏ أوراقه لكي‏ يشكك‏ المجاهد‏ بنفسه‏ وبدينه‏ وباخوته‏، ‏لكي‏ يفقده‏ الثقة‏ في‏ كل‏ شيء‏، ‏ولكي‏ يخدعه‏ عبر‏ ألاعيبه بأن‏ اخوته‏ اعترفوا وأن‏ المخابرات‏ تعرف‏ كل‏ شيء‏ عنه‏، ‏وانه‏ وقع‏، ‏وعليه‏ أن ينقذ‏ نفسه إنه‏ يضخم‏ العدو‏ ويهمش‏ المجاهدين‏، ‏ويشكك‏ بهم‏، ‏ويضع‏ للمجاهد‏ في‏ سلم‏ الأولويات مصالحه‏ الذاتية‏ ويحاول‏ دفعه‏ للتفكير‏ بها‏ ويحاول‏ أن يصرفه‏ عن‏ التفكير‏ بالمثل‏ العليا‏ والمصلحة‏ العامة‏ مؤكداً‏ أنها مجرد‏ سراب.

على‏ المجاهد‏ ألا يُخدع‏ بهذا‏ الأسلوب.. الذي‏ تشترك‏ طاقة‏ المحقق‏، ‏وعقله‏، ‏ونظرته‏، ‏وتقلصات‏ وجهه‏، ‏وجديته‏، ‏وحركة‏ يديه‏، ‏لكي‏ يوجد‏ حالة‏ تأثير‏ نفسي‏، ‏وحالة‏ سيطرة‏ على‏ المجاهد‏ يمرر‏ من‏ خلالها‏ كل‏ ما‏ يريد‏ أن يوحيه‏ إلى المجاهد لكي‏ يسقطه‏ في‏ فخ‏ الاعتراف. بعض‏ المناضلين‏ خدعوا‏ بهذا‏ الأسلوب، ‏وصدموا‏ عندما‏ شاهدوا‏ قادتهم‏ في‏ أوضاع مريحة‏ يحتسون‏ القهوة‏ بحضور‏ مجندة‏ ويضحكون فانهاروا‏ واعترفوا‏ بكل‏ شيء المجاهد‏ كيّس‏ فطن‏ لا يُخدع‏، ‏لانه‏ يدرك‏ ان‏ التخيلات‏ التي‏ يحاول‏ أن‏ يمررها‏ ضابط‏ المخابرات‏ أمام‏ أعين‏ المجاهد هي‏ تخيلات‏ خادعة‏، ‏وكاذبة وإن‏ كان‏ لها‏ مظهر‏ منطقي.

المجاهد‏ الذي‏ تبدأ‏ الشهادتان‏ عنده‏ بحرف‏ لا عليه‏ ان‏ يتعود‏ الرفض‏، ‏ويرفض‏ الهيمنة‏، ‏والسيطرة‏ في‏ أقبية‏ التحقيق‏ كما‏ تعودها‏ ورفضها‏ في‏ الخارج على‏ المجاهد‏ أن‏ لا‏يكترث‏ لاسلوب‏ المحقق‏، ‏وان‏ يحيل‏ بصره‏ واهتمامه‏ عنه‏ الى‏ اي‏ شيء‏ اخر‏، ‏مثل‏ صورة‏ على‏ الجدار وان‏ يقاطع‏ المحقق‏ دوماً‏، ‏لكي‏ يفشل‏ خطته‏، ‏وان‏ ينفي‏ اي‏ صلة‏ له‏ بالحركة‏ والعمل‏، ‏وان‏ يحاول‏ تأكيد‏ حقيقة‏ "انت‏ غلطان‏، ‏ابحث‏ عن‏ غيري انا‏ برىء انا‏ انسان‏ عادي‏ ليس‏ لي‏ في‏ هذه‏ المسائل"..

اسلوب‏ التشكيك‏ هو‏ نوع‏ من‏ لعب‏ الخداع‏ التي‏ يمارسها‏ حاوٍ‏ ماهر‏ يحاول‏ من‏ خلال‏ تجميعه‏ لمجموعة‏ جزيئات‏ صغيرة‏ صحيحة‏ أن‏ يقدم‏ حقيقة‏ كاذبة‏، كما‏ يخدع‏ الساحر‏ الحواس‏، يحاول‏ المحقق‏ بمهارة‏ ولكن‏ لا‏ ليخدع‏ الحواس‏، ‏بل‏ ليخدع‏ العقل‏، ‏أن‏ المحقق‏ الذي‏ يتقمص‏ شخصية‏ الحاوي‏ الماهر‏، ‏تهتز‏ شخصيته‏ المزيفة‏ كلما‏ وجد‏ أن‏ المجاهد‏ لا يكترث‏ له‏ ولحديثه‏، ‏وتبدأ‏ في‏ الفشل‏ كلما‏ قاطع‏ المجاهد‏ حديثه‏، ‏وأبدى‏ عدم‏ الاستجابة‏ والتأثر‏ به وعندما‏ يشعر‏ أن‏ إسلوبه‏ أصبح‏ فاشلاً‏ وغير‏ مُجدٍ‏ تثور‏ أعصابه‏ ويتوتر‏، ‏ويأخذ‏ في‏ الشتم‏ والضرب وهي‏ علامات‏ فشل‏، ‏وعلامات‏ ضعف‏، ‏وعلامات‏ هزيمة. لقد‏ جرب‏ ذلك‏ اخوة‏ مجاهدون فشل‏ الجلاد‏ وانهار‏ أمامهم‏، أمام‏ رفضهم‏، وتعنتهم‏، ومعرفتهم‏ بهذا‏ الاسلوب‏ الذي‏ لا‏ ينطلي‏ إلا‏ على‏ الجهلة‏ وضعيفي‏ الارادة .
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
أبو إسلام الصعيدي
عضو فعال جدا
عضو فعال جدا
أبو إسلام الصعيدي


عدد الرسائل : 525
العمر : 34
تاريخ التسجيل : 14/10/2008

أساليب التحقيق في السجون الاسرائيلية (الجزء الثالث) Empty
مُساهمةموضوع: رد: أساليب التحقيق في السجون الاسرائيلية (الجزء الثالث)   أساليب التحقيق في السجون الاسرائيلية (الجزء الثالث) Icon_minitime2008-10-23, 8:01 am

خامساً - ‏أسلوب‏ إحضار‏ الاهل‏‏ :
عبر‏ صراع‏ الانسان‏ المسلم‏ في‏ الحياة‏، ‏يكتشف‏ بنفسه‏ جوانب‏ قوة‏ وجوانب‏ ضعف وكذلك‏ عدوه‏، ‏الطرف‏ الاخر‏ في‏ الصراع‏ لديه‏ نقاط‏ قوة‏، ‏وجوانب‏ ضعف فإذا‏ كان‏ العدو‏ يسعى‏ لمحاربة‏ نقاط‏ ضعفنا‏ بجوانب‏ قوته‏، ‏فعلينا‏ أن‏ نحارب‏ نقاط‏ ضعفه‏ بجوانب‏ قوتنا.. ولا‏ نواجه‏ نقاط‏ قوته‏ بجوانب‏ ضعفنا عدونا‏ يدرك‏ أنه‏ عندما‏ يعجز‏ في‏ إخضاع‏ مجاهد‏، ‏أو دفعه‏ للاعتراف‏ والانهيار‏، ‏وفانه‏ يهدده‏ بمسألة‏ إحضار‏ أهله‏ الى‏ المعتقل‏... ‏زوجته‏، ‏ابنته‏، ‏اخته‏، ‏امه‏، ‏خطيبته‏، ‏وذلك‏ لادراكه‏ أنها‏ تمثل‏ أكبر‏ نقطة‏ ضعف‏ عند‏ الانسان‏، ‏فهو‏ يستغل‏ المشاعر‏ الحساسة‏ لموضوعة‏ الشرف‏، ‏والعرض‏، ‏والسمعة‏، ‏كورقة‏ ضغط‏ وكورقة‏ تهديد‏ يلوح‏ بها‏ في‏ وجه‏ المجاهد‏، ‏كلما‏ أبدى‏ معارضة‏، ‏ورفض‏ الاعتراف أنه‏ يضع‏ المجاهد‏ أمام‏ خيار‏ الاعتراف‏ مقابل‏ إنقاذ‏ شرفه‏، وعرضه‏، وسمعته الاعتراف خيانة‏ لله‏، ‏وللرسول‏، ‏وللاسلام‏، ‏وللحركة‏ والأمة ( ياآيها‏ الذين‏ آمنوا‏ لاتخونوا‏ الله‏ والرسول‏، وتخونوا‏ أماناتكم‏ وأنتم‏ تعلمون) والشرف.. دين‏ وعقيدة‏، وحضارة‏ وتاريخ‏، واخلاص‏، ووفاء‏، وتضحية الشرف‏ مقدسات‏، وأوطان‏ ووجود وكرامة‏، وموقف‏، وحياة‏، وسلوك‏، ‏وجهاد‏، فعندما‏ أتخلى‏ عن‏ كل‏ هذه‏ المفاهيم‏ والقيم فانني‏ أحيا‏ بلا‏ شرف.. والذي‏ يخون‏ ربه‏ ويتخلى‏ عن‏ دينه‏، ويكذب‏‏ ويجبن‏، ويقبل‏ بالذل‏، ويفر‏، ويهرب‏، ويُستعبد‏، هو‏ إنسان‏ بلا‏ شرف "الشرف‏ عفة‏ وعزة‏ تأبى‏ كل‏ أشكال‏ الذلة".

إذن‏ هل‏ يعترف‏ المجاهد‏ من‏ أجل‏ المحافظة‏ على‏ شرفه‏، وعرضه‏، ‏وسمعته؟ واذا‏ اعترف‏ المجاهد‏ هل‏ يمنع‏ ذلك‏ الاعتداء‏ على‏ شرفه..؟؟ أم‏ أن‏ اعترافه‏ دليل‏ على‏ ضعفه‏، ‏وعلى‏ جبنه‏، وهذا‏ ما‏يزيد‏ فرص‏ الاعتداء‏ على‏ شرفه‏، ‏لاجل‏ استنزافه‏ وامتصاصه‏، وشرائه‏، وتحويله‏ بالتخويف‏ من‏ العار‏ الى‏ خائن‏ وعميل.

إن‏ المحقق‏ عندما‏ يهدد‏ بإحضار‏ الاخت‏ أو‏ الزوجة‏، أو‏ الفتاة إنما‏ يختبر‏ المجاهد‏ ليكتشف‏ في‏ داخله‏ ثغرة أو‏ نقطة‏ ضعف يستطيع‏ أن‏ يتسلل‏ منها‏ لتوجيه‏ ضربة‏ للاسلام‏ وطعنة‏ للمسلمين فاذا‏ وجد‏ المجاهد‏ خائفاً‏، ‏ضعيفاً‏، ‏متردداً‏، ‏فإنه‏ يجبره‏ على‏ الاعتراف‏، ‏ومن‏ ثم‏ يحضر‏ أهله.. لكي‏ يستنزفه‏ أكثر‏ وأكثر.. ويحوله‏ إلى‏ ذليل‏، ‏أما‏ إذا‏ وجد‏ المجاهد‏ قوياً‏، ‏غير‏ مبالٍ ولا‏ متأثراً فإنه‏ يستمر‏ بالتلويح‏ بهذه‏ الورقة‏، ‏حتى‏ تسقط‏ من‏ يده‏ ولا‏ يحضر‏ الاهل ولنفترض‏ أن‏ المحقق‏ أحضر‏ الاهل‏ كوسيلة‏ تهديد‏ وضغط وهدد‏ بالنيل‏ منهم فإن‏ العدو‏ ليس‏ جاداً‏ في‏ تنفيذ‏ هكذا‏ تهديد ولم‏ تسجل‏ عليه‏ حتى‏ الآن‏ أي‏ حالة‏ من‏ هذا‏ النوع إنه‏ فقط‏ يمارس‏ أقسى‏ اشكال‏ التهديد‏ بالاعتداء‏ لكي‏ يبتز‏ المجاهد ولكنه‏ أمام‏ إصرار‏ المجاهد‏، ‏يُعلن‏ فشله‏، ‏ويترك‏ هذا‏ الاسلوب‏، ‏ويطلق‏ سراح‏ الاهل.

يقول‏ المجاهد‏ "محمد" عندما‏ عجز‏ المحققون‏ من‏ أن‏ ينتزعوا‏ مني‏ اعترافاً‏ رغم‏ أن‏ القضية‏ واضحة‏ وأكيدة‏ ولا يوجد‏ نقاش‏ فيها هددوني‏ باحضار‏زوجتي قلت‏ لهم‏ احضروها‏ وذلك‏ بلهجة‏ استهتار استشاطوا‏ غيظاً وأحضروها‏، ‏وادخلوني‏ عليها‏ في‏ غرفة‏ مليئة‏ بالمحققين قال ا‏لي "تعترف‏ أو‏ نغتصبها؟"، قلت‏ لهم‏ "اعملوا‏ ما‏تريدون‏، ‏انا‏ لايوجد‏ عندي‏ شيء".. تظاهروا‏ بأنهم‏ سيهجمون‏ عليها‏ ليعتدوا‏ عليها‏، ‏وأخرجوني‏ بسرعة، ‏وضربوها‏ لكي‏ تصرخ‏، ‏فاعتقد‏ انهم‏ يحاولون‏ الاعتداء‏ عليها‏ لكي‏ أتراجع.. قلت‏ "حسبي‏ الله‏، ونعم‏ الوكيل أموت‏ ليحيا‏ ديني وينتصر‏ الاسلام‏ العظيم‏"

سادساً - ‏اسلوب‏ الكيس‏ والماء‏ الخنق ‏:
لاتتورع‏ العقلية‏ الصهيونية‏ كعقلية‏ شريرة‏، ‏عن‏ البحث‏ عن‏ أساليب‏ شريرة‏ لاجبار‏ المجاهدين‏ على‏ الاعتراف‏، ‏ولا تكف‏ هذه‏ العقلية‏ الشريرة عن‏ اختراع‏ واكتشاف‏ وتطوير‏ أساليب‏ جديدة‏، ‏مثل‏ اسلوب‏ الكيس‏ والماء..

تحدثنا‏ أن الكيس‏ هو‏ قطعة‏ من‏ الشادر‏لا يمر‏ من‏ خلالها‏ الهواء‏ ولا تسمح‏ بالتنفس‏ الطبيعي‏، يوضع‏ الكيس‏‏ في‏ رأس‏ المجاهد‏، ‏وتقيد‏ يداه‏ إلى الخلف‏ وأحياناً‏ قدماه‏ من‏ أسفل ويلقى‏ على‏ الأرض على‏ ظهره‏، ‏وفوق‏ يديه ويجلس‏ على‏ صدره‏ محقق‏ ويجلس‏ على‏ قدميه‏ محقق‏ آخر بحيث‏ يتحكمون‏ بالمجاهد‏ الأسير فلا‏ يتحرك‏، ‏ويتقدم‏ ثالث‏ وفي‏ يده‏ إبريق مليء‏ بالماء ويبدأ‏ جولة‏ التعذيب‏ بأن‏ يحث‏ المجاهد‏ على‏ الاعتراف لكي‏ يوقف‏ التعذيب‏ عنه‏، ‏ويستريح‏، ‏ويطلب‏ منه‏ عدم‏ الإنكار لكي‏ ينقذ‏ حياته‏، فإذا أصر المجاهد‏ على‏ الإنكار.. يزيد‏ المحقق‏ من‏ لهجة‏ التهديد‏، بأنه سيقتله‏، ‏ويتخلص‏ منه‏، فإذا أصر المجاهد‏ على‏ الإنكار يُلح‏ عليه‏ أن يعترف‏ من‏ أجل‏ زوجته‏، وأولاده، وأمه واخوته‏ الذين‏ ينتظرونه‏ بشوق ويقول‏ له "حرام‏ عليك.. فكر‏ في‏ أولادك ماذا‏ سيحدث‏ لهم‏ بعد‏ موتك فكر‏ بزوجتك‏ كيف‏ سيكون‏ حالها‏ بعد‏ موتك أيهما أفضل‏ أن تموت‏ أو أن تذهب‏ لأولادك وعيالك".. فإذا أصر المجاهد يغضب‏ المحقق‏، ‏ويبدأ‏ بالصراخ‏ وبصوت‏ عال "سأقتلك يا كلب، ‏ستموت‏ الآن".. ويبدأ‏ المحقق‏ الذي‏ يجلس‏ على‏ صدره‏ بشد‏ أطراف الكيس‏ ولفها‏ على‏ رقبة‏ المجاهد‏ لكي‏ يمنع‏ الهواء‏ عنه‏ وبينما‏ يتوقف‏ الهواء‏ عن‏ النفاذ‏ تقل‏ نسبة‏ الأكسجين ويبدأ‏ بالتنفس‏ بصعوبة‏، ‏هنا‏ يبدأ‏ المجرمون‏ بصب‏ الماء‏ على‏ الكيس‏ لتغلق‏ كل‏ مساماته‏ بالماء حتى‏ ينعدم‏ كلياً‏ دخول‏ الهواء‏‏ للجهاز‏ التنفسي ومع‏ ندرة‏ الهواء ونفاذ‏ نسبة‏ الأكسجين في‏ الكيس‏ يشعر‏ المجاهد‏ بالاختناق وصعوبة‏ التنفس‏، ‏وتصل‏ الروح‏ للحلقوم فيبدأ‏ جسمه‏ بالانتفاض‏ بقوة‏، ‏المحققون‏ يضغطون‏ عليه‏ بقوة والمحقق‏ الثالث‏ يصرخ‏ عليه "ستموت‏ الآن ستموت‏ الآن اعترف.. اعترف.. ارحم‏ أولادك" فإذا أبدى أي صرخة‏ بالاعتراف‏ يفك‏ الكيس‏ عن‏ رقبته‏ ليدخل‏ الأكسجين للجهاز‏ التنفسي‏، ‏وتعود‏ له‏ الحياة‏، ‏وإن‏ لم‏ تبدر‏ عنه‏ أي صرخة‏ للاعتراف يستمرون‏ بإغلاق الكيس‏ حتى‏ تفصل‏ بينه‏ وبين‏ الموت‏ لحظة‏، ‏يدركها‏ المحقق‏، ‏فيفكوا‏ عنه‏ الكيس‏، ‏لكي‏ يلتقط‏ نفسه‏ بعد‏ أن شاهد‏ الموت‏ بعينيه... ويبدأ‏ المحقق‏ الجولة‏ الثانية "كنا‏ نريد‏ أن نقتلك‏ لقد‏ شاهدت‏ الموت.. لا‏ يمنعنا‏ أحد من‏ قتلك.. بإمكاننا أن نقتلك‏ الآن. ستفقد‏ حياتك.. وتخسر‏ أولادك.. للابد تعترف‏ أو تموت فإذا أصر المجاهد‏ على‏ عدم‏ الاعتراف‏، يعيدون‏ معه‏ الكرة‏ من‏ جديد‏، ‏حتى‏ يوصلوه‏ إلى مرحلة‏ الموت‏ المحقق‏ ثم‏ يطلقونه عدة‏ جولات‏ متتابعة‏، ‏وضغط‏ نفسي‏ متواصل‏، ‏وتهديد‏ بالموت‏ مباشر‏ وإغراء بالخلاص‏ من‏ باب‏ وحيد.. الاعتراف فالذي‏ تكون‏ الدنيا‏ اكبر‏ همه‏، ‏ومبلغ‏ علمه‏ يعترف الذي‏ يحرص‏ على‏ الحياة.. ويخاف‏ من‏ الموت‏ يعترف والذي‏ أولاده أعلى عنده‏ من‏ الله‏ ورسوله‏، ‏وجهاد‏ في‏ سبيله‏ يعترف.. والذي‏ يهمه‏ ذاته‏ ونفسه‏ فقط‏ يعترف وهذا‏ ما‏ يفسر‏ اعتراف‏ العديد‏ من‏ المناضلين‏ عبر‏ هذا‏ الأسلوب ولكن‏ المجاهد‏ الحق‏ لا يعترف لأن‏ نصرة‏ الإسلام هي‏ أكبر‏ همه‏، ‏وهو‏ أحرص‏ على‏ الآخرة من‏ الدنيا.. وهو‏ يتمنى‏ الشهادة‏، ‏وعنده‏ الله‏ ورسوله‏ وجهاد‏ في‏ سبيله‏ أحب‏ إليه من‏ أولاده وأمواله وأزواجه ومتاع‏ الدنيا.. لذلك‏ لا يعترف، ‏ولن‏ يعترف..

ماذا‏ عسى‏ رجل‏ التحقيق‏ المجرم‏ أن يعمل‏ في‏ حال‏ عدم‏ اعتراف‏ المجاهد..؟؟ المحقق‏ لا يريد‏ أن يقتل‏ المجاهد.. ولا يريد‏ له‏ أن يموت.. هو‏ يريده‏ أن يعيش وذلك‏ ليس‏ لإنسانيته بل‏ طمعاً‏ بالمعلومات‏ التي‏ يريدها‏ منه‏، ولأسباب سياسية يقول‏ الشهيد‏ "عطية" اعتقلت‏ على‏ يد‏ المخابرات‏ الإسرائيلية ومارسوا‏ معي‏ طوال‏(40) ‏يوماً‏ تحقيقاً‏ قذراً‏، ‏وطلبوا‏ مني‏ أن أسلمهم(50) ‏قنبلة‏ يدوية‏ من‏ نوع‏ F _ 1)) ‏رفضت‏ وأنكرت.. وهم‏ متأكدون‏ بأن‏ القنابل‏ عندي‏، ‏ومعلوماتهم‏ صحيحة‏ وأكيدة أقسمت بالله‏ أن اقتل‏ في‏ سبيل‏ بقاء‏ هذه‏ القنابل‏، ‏وصبَّرت‏ نفسي‏ على‏ رفض‏ الذل‏ والانهيار‏ والخضوع‏ لأعداء الله‏ والدين‏ والوطن لأن‏ هذا‏ عار‏ أبدي‏، ‏وذل‏ دائم وخيانة‏ كبيرة يئسوا‏ مني‏، وأرهقوا أكثر‏ مني‏ وهم‏ يتبادلون‏ على‏ تعذيبي‏ أربعاً‏ وعشرين‏ ساعة‏، هددوني‏ بالموت‏، ‏وأنهم‏ سيقتلونني‏، ‏وسيستخدمون‏ معي‏ أسلوباً‏ لم‏ يستخدموه‏ مع‏ أي مجاهد وضعوا‏ الكيس‏ في‏ رأسي‏ وقيدوني‏ بإحكام‏ والقوا‏ بثقلهم‏ فوق‏ جسمي‏، ‏وبدأ‏ المحقق‏ يسألني‏ ما‏ إسم‏ أبنائك، فأقول له‏ فلان فيقول‏ لي‏ تذكر‏ صورته‏ أخر مرة‏ رأيته‏ فيها‏ ويصب‏ الماء‏ على‏ الكيس‏، ‏ويصرخ‏ سأقتلك يا كلب، ستموت‏ يا مجرم حتى‏ إذا ما‏أصبحت‏ بيني‏ وبين‏ الموت‏ لحظة، ‏كانوا‏ يفتحون‏ الكيس‏، ‏كنت‏ أتمنى الشهادة‏، ‏وكانوا‏ يتمنون‏ لي‏ الحياة‏ كنت‏ أريد أن ألقى الله‏ شهيداً‏، ‏وكانوا‏ يريدون‏ أن يبقوني‏ أسيراً حتى‏ عجزوا‏ مني‏، ‏يئسوا‏ مني‏ وتركوني.

إن أسلوب الكيس‏ والماء‏ رغم‏ بشاعته‏ لا ينجح مع‏ المجاهدين‏ ذوي الإرادة الحرة‏ والصلبة‏ والذين‏ نزعوا‏ مهابة‏ العدو‏ من‏ صدورهم المجاهدين‏ الذين‏ يريدون‏ أن يلقوا‏ الله‏ وهم‏ شهداء..

سابعاً: أسلوب الشاهد‏ :
أحياناً‏ في‏ ظروف‏ العمل‏ السري، ‏تحدث‏ عبر‏ الممارسة‏ بعض‏ الأخطاء لاخوة‏ مجاهدين‏ في‏ الجهاز‏ العسكري‏، مما‏ يوجد‏ لدى‏ المخابرات‏ طرف‏ خيط‏ دقيق‏، ‏تتمسك‏ به‏ بصلابة‏ كمفتاح‏، ‏لتحل‏ به‏ باقي‏ حلقات‏ السلسلة‏، ‏وأحياناً‏ يلتحق‏ بمسيرة‏ الجهاد‏ بعض‏ الاخوة‏ الذين‏ لم‏ يتم‏ إعدادهم إعداداً‏ كاملاً‏ على‏ المستوى‏ العقائدي‏، أو التنظيمي‏، والأمني، ‏والسياسي‏ والعسكري‏، ‏لذلك‏ فهم‏ يفتقدون‏ للنضوج‏، ‏ويحملون‏ في‏ داخلهم‏ قابلية‏ للانهيار‏، أو الاعتراف.. لذلك‏ تستخدمهم‏ المخابرات‏ كرأس‏ حربة‏ عبر‏ أسلوب الشاهد‏ لتحقيق‏ أهدافها.. ويقصد‏ به‏ ضرب‏ مجاهد‏ بمجاهد‏ لتدفعه‏ إلى الاعتراف‏، ‏أحياناً‏ يتم‏ اعتقال‏ مجاهد‏ وتحت‏ وطأة‏ التعذيب‏، ‏وضعف‏ داخلي‏ يعترف‏ بأنه‏ استلم‏ أسلحة، أو شارك‏ في‏ عملية‏ عسكرية‏ برشاشات‏ على‏ سيارة‏ إسرائيلية ولكن‏ اعترافه‏ لا يتوقف عند‏ هذا‏ الحد‏، فالأسلحة التي‏ استلمها‏ يجب‏ أن يسلمها‏ إن كان‏ قد‏ خزنها‏ عنده‏ أو عند‏ أخ آخر، ‏ويدفع‏ للاعتراف‏ عن‏ مجاهد‏ آخر إن كانت‏ الأسلحة قد‏ سُلمت‏ له‏، ‏والعملية‏ شاركت‏ فيها‏ عدة‏ رشاشات أي عدة‏ مجاهدين مما‏ يعني‏ أنه‏ سيعترف‏ عن‏ واحد‏ منهم‏ في‏ أقل‏ تقدير وعند‏ اعترافه‏ عن‏ أخ استلم‏ منه‏ الأسلحة، أو أخ شارك‏ معه‏ في‏ العملية‏ العسكرية سوف‏ تتم‏ إجراءات اعتقاله‏، ‏والتحقيق‏ معه‏‏ وتعذيبه‏، ‏تُرى‏ ما‏ موقف‏ هذا‏ الأخ المجاهد‏ في‏ أقبية التحقيق‏، ‏والمخابرات‏ تواجهه‏ بمعلومات‏ صحيحة‏ بأنه‏ في‏ يوم‏ الخميس‏ في‏ الساعة‏ (9) مساءً عند‏ النقطة‏ (أ ‏) استلم‏ أسلحة، ‏وشارك‏ مع‏ آخرين في‏ الهجوم‏ على‏ السيارة‏ العسكرية‏ في‏ اليوم‏ التالي‏ للاستلام..؟! ‏

إن المخابرات‏ الإسرائيلية ستسعى‏ عبر‏ كل‏ الحيل‏، وأساليب الخداع‏ لتضليل‏ المجاهد‏ وخداعه‏، ‏بأنهم‏ يراقبونه‏ من‏ فترة‏ طويلة‏، ‏وأنهم‏ اخترقوا‏ الجهاز‏ منذ‏ فترة‏ طويلة‏، ‏وأن‏ اجتماعاتهم‏ كانت‏ مرصودة وأن‏ التقارير‏ تصل‏ يومياً‏ عنهم‏، ‏حتى‏‏ نفذوا‏ العملية‏ العسكرية‏ بعد‏ أن استلم‏ الأسلحة يوم‏ الخميس‏ الساعة ‏(9) عند‏ النقطة‏ (أ‏)، ‏وانهم‏ يعرفون‏ كل‏ أعضاء الخلية‏، ‏وكل‏ أعضاء الجهاز وانهم‏ جميعاً‏ معتقلون‏ الآن في‏ السجن وانه‏ من‏ الأفضل له‏ بدل‏ الضرب‏، ‏والتعذيب‏، أن يعترف‏ كباقي‏ زملائه‏، ‏الذين‏ اعترفوا‏ عن‏ كل‏ شيء‏، وكتبوا‏ ذلك‏ على‏ الورق وأنهم‏ ألان مرتاحون‏، فالمحققون‏ يدخلون‏ الحقيقة‏ في‏ قلب‏ الإطار العام‏ للعمل‏، ‏لكي‏ يظهر‏ الإطار العام‏ كحقائق‏ عامة‏ تعرفها‏ المخابرات. المجاهد‏ سينكر‏، ‏ويصر‏ على‏ الإنكار، ‏وعدم‏ الاعتراف.. المخابرات‏ تضغط‏ عليه‏ لكي‏ يعترف‏ بمحض‏ إرادته، ‏وبنفسه‏، ‏بدون‏ إدخال الشاهد وعندما‏ تجده‏ مصراً‏ تهدده: إذا أحضرنا من‏ يشهد‏ عليك‏، وأنت تعرفه‏ جيداً تعترف‏ وسيصمت‏ المجاهد‏ في‏ هذه‏ اللحظة‏، ‏وسيعمد‏ المحقق‏ إلى إخفاء المجاهد‏ تحت‏ الطاولة‏، ‏ويطلب‏ منه‏ أن لا يتحرك، ‏ولا يتكلم‏ أي‏ كلمة ويحضر‏ محقق‏ آخر الشاهد‏، ‏ويرفع‏ الكيس‏ عن‏ رأسه‏، ‏حيث‏ لا يجد في‏ الغرف‏ أحداً‏ سوى‏ ضباط‏ التحقيق‏ يسأله‏ المحقق.. "اسمك‏؟" سَمير.. "انتماؤك‏؟"- "اسم‏ التنظيم" "هل‏ تعرف‏ أحمد‏؟" نعم "ما‏ هي‏ علاقتك‏ به..؟" سلمته‏ أسلحة في‏ يوم‏ الخميس‏ عند‏ النقطة ‏(أ) ‏وشارك‏ معنا‏ في‏ الهجوم‏ على‏ السيارة‏ العسكرية‏".. "شكراً".. أخرج.. المحقق‏ يعلم‏ أن المجاهد‏ رغم‏ أنه‏ اعترف‏ إلا أن عوامل‏ داخلية‏ تدفعه‏ إلى التراجع‏، ‏مثل‏ وخز‏ الضمير‏، ‏وانه‏ إذ تقابل‏ مقابلة‏ مباشرة‏ مع‏ أخيه، ‏ربما‏ يتردد‏، ‏ويضعف‏، وينكر لذلك‏، فهو‏ يعمد‏ إلى الشاهد‏ لكي‏ يدلي‏ باعترافه‏ بدون‏ مواجهة‏ المجاهد‏ الذي‏ تحت‏ التحقيق‏ وجهاً‏ لوجه ومن‏ ثم‏ يخرج‏ المجاهد‏ من‏ تحت‏ الطاولة‏، ‏ويجبره‏ على‏ الاعتراف‏، فإذا أصر على‏ الإنكار، ‏يمارس‏ معه‏ جولة‏ من‏ التعذيب‏ الجسدي‏ الوحشي‏ بمشاركة‏ مجموعة‏ من‏ المحققين لإجباره تحت‏ ضغط‏ اعتراف‏ الشاهد‏، ‏وتحت‏ التعذيب‏، ‏للاعتراف‏، أو تقديم‏ طرف‏ خيط‏ جديد فإذا استمر‏ على‏ صموده‏، يحضرون‏ الشاهد‏، ‏لكي‏ يدلي‏ بشهادته‏، ‏بشكل‏ مباشر‏ وجهاً‏ لوجه‏، ‏وبشكل‏ مكرر‏، لإقناع المجاهد‏ بالاعتراف اعترف اعترف هل‏ يكذب‏ عليك هل‏ بينكم‏ ثار‏، أو مشاكل لماذا‏ لم‏ يشهد‏ على‏ غيرك ويستمر‏ في‏ حملة‏ إقناع منطقية‏، ‏لدفع‏ المجاهد‏ للتفكير‏ الواقعي‏ حسبما‏ يريد‏ المحقق‏، ‏وللاعتراف.

على‏ المجاهد‏ الرسالي إذا ما‏ وجد‏ ثغرة‏ في‏ أقسام التحقيق‏، ‏يمكن‏ أن يستغلها‏ المحقق‏ كمنفذ‏ لضرب‏ الإسلام والحركة‏، ‏عليه‏ واجب‏ شرعي‏ أن يسد‏ هذه‏ الثغرة‏ بجسده‏، ودمه‏، وحياته فإذا كانت‏ هذه‏ الثغرة انهيار‏ أخ وسقوط‏ مجاهد فعليه‏ أن يفدي‏ إسلامه، ‏وحركته‏ بنفسه‏، ‏ويغلق‏ هذه‏ الثغرة‏، ‏ويوقف‏ توسعها‏، ‏عليه‏ ألا يفكر‏ بذاته‏ ولا يفكر‏ برد‏ الفعل‏، ‏وألاَّ‏ يبني‏ موقفاً‏ عاطفياً‏ من‏ اعتراف‏ أخيه، ‏بل‏ عليه‏ أن يتحمل‏ ضعف‏ أخيه، ‏وأن‏ يضع‏ نفسه‏ في‏ المعركة‏ في‏ خندقين‏ ‏خندق‏ لنفسه‏ وخندق‏ لأخيه ويدير‏ معركة‏ الصمود‏ من‏ خلال‏ الخندقين الذين‏.. يعترفون‏ تحت‏ مبرر‏ أن أخاً‏ قدم‏ شهادة‏ واعترف‏ عليهم. عليهم‏ أن يتأكدوا أن الشهادة‏ ليست‏ سبباً‏ في‏ الاعتراف بل‏ الاعتراف‏ ناجم‏ عن‏ الضعف‏ أو الجبن‏ والاستعداد‏ للاعتراف‏، ‏فهو‏ بدل‏ من‏ أن يدافع‏ عن‏ نفسه‏، ‏وعن‏ أخيه، ‏خذل‏ نفسه‏ وخذل‏ أخاه، ‏وخذل‏ الحركة وخذل‏ الإسلام على‏ المجاهد‏ في‏ أقبية التحقيق‏ ألا يكون‏ مطية‏ في‏ يد‏ الكفار‏، ‏بتقديمه‏ الاعتراف‏ وبشهادته‏ على‏ اخوته‏، ‏وعلى‏ المجاهد‏ الذي‏ يواجه‏ باعتراف‏ عليه‏، ‏وبشهادة‏ ضده‏، ‏عليه‏ أن ينكر‏، ‏وعليه‏ أن يصرخ‏ في‏ وجه‏ أخيه.. "كذاب أنا لا‏ أعرفك، أنت تتجنى‏ علي حرام‏ عليك راجع‏ ضميرك‏، حاذر‏ غضب‏ الله"..
في‏عام‏1984 تم‏ اعتقال‏ أحد الأشخاص، ‏بسبب‏ وصول‏ معلومات‏ عنه‏ لدى‏ المخابرات‏ بأن‏ في‏ حوزته‏ ثلاث‏ قطع‏‏ رشاشة‏، حُقق‏ معه‏ حول‏ القطع‏، ‏فاعترف‏ أنها كانت‏ معه‏، ‏وانه‏ أعطاها لأخ مجاهد‏ أسمه‏ عبد‏ الله‏، تم‏ اعتقال‏ الأخ عبد‏ الله‏ بسرعة‏، ‏وبدأ‏ التحقيق‏ معه‏ حول‏ القطع‏ الرشاشة‏، أنكر، ‏مورس‏ معه‏ تعذيب‏ شديد استخدمت‏ ضده‏ أساليب شتى ولكنه‏ أنكر القصة‏، ‏احضروا‏ هذا‏ الشخص وفي‏ مقابلة‏ مباشرة‏ مع‏ الأخ عبد‏ الله‏ سأل‏ ضابط‏ المخابرات‏ هذا‏ الشخص‏: ‏".. من‏ هذا‏؟".. قال‏ "عبد‏ الله‏".. "هل‏ تعرفه‏؟".." نعم" "ما هي علاقتك‏ به‏؟" "قال‏ أعطيته ثلاثة‏ رشاشات"، "هل‏ أخذها منك‏؟" "نعم‏" "متى‏؟" "يوم‏ الثلاثاء".. ‏"هل‏ أنت متأكد‏؟" "نعم‏" "اخرج".. ‏
جهاز‏ المخابرات‏ متأكد‏ بأن‏ الرشاشات‏ عند‏ عبد‏ الله.. لذلك‏ عُذب‏ بشدة‏، ‏وأحضر‏ هذا‏ الشخص‏ ليشهد‏ عليه‏ عدة‏ مرات حتى‏ انهار‏ واعترف‏ بأن‏ الرشاشات‏ قد‏ أخذها قالوا‏ له "أين هي‏؟" قال‏ ليست‏ عندي أخذها مني‏ شخص‏ "من‏ هو؟" "لا أعرفه".. وبعد‏ تعذيب‏ شديد‏ قال‏: الأخ محمد، فأحُضر‏ الأخ محمد‏، ‏وحقق‏ معه قال‏ "لا اعرف عبد‏ الله‏ ولم‏ استلم‏ الرشاشات.. أحُضر‏ الشخص‏ وعبد‏ الله‏ عند‏ الأخ محمد.. وبدأ‏ التحقيق‏ مع‏ الشخص ‏"من‏ أخذ‏ منك‏ الرشاشات‏؟".. قال‏: عبد‏ الله.. فسُئل‏ عبد‏ الله‏ "هل‏ أخذت الرشاشات‏؟" نعم. "من‏ أخذها منك‏؟" محمد. "اخرجوا".. وبدأ‏ فصل‏ مأساوي‏ من‏ فصول‏ التعذيب‏ الذي‏ كان‏ يداوم‏ عليه‏ فريق‏ كامل ‏(24) ساعة ‏، ‏حتى‏ لا يستريح وأحضر الأخ عبد‏ الله‏ ليشهد‏ عليه‏ من‏ جديد.. ولكن‏ الأخ محمد‏ صرخ‏ في‏ وجهه.. "كذاب.. حرام‏ عليك.. خاف‏ الله‏، ‏ربما‏ سُرقوا‏ منك.. ربما‏ ضاعت" ومع‏ صراخه‏ انهالوا‏ عليه‏ بالضرب‏ الشديد‏ غير‏ الواعي‏، الأخ عبد‏ الله‏ اهتز‏ وصرخ‏ ضميره‏ وأنكر.. لا.. لا.. لم‏ أعطه الأسلحة، ‏لم‏ يأخذ‏ مني‏ شيئاً.. وبدأت‏ المخابرات‏ تعذب‏ الأخوين المجاهدين.. عبد‏ الله‏ يقول‏: إنه‏ لم‏ يسلمه.. إنه‏ اعترف‏ من‏ التعذيب‏ والأخ محمد‏ يقول‏ "لم‏ استلم".. احضروا‏ عبد الله‏ وما‏ بين‏ صمود‏ الأخ عبد‏ الله‏ وثبات‏ ورجولة‏ الأخ محمد‏ يئس‏ المحققون‏، وأفلسوا، ‏وبعد‏ فترة‏ زمنية‏ خرج‏ الأخ عبد‏ الله‏ والأخ محمد‏، ‏وبقيت‏ الرشاشات‏ أمينة بانتظار‏ مجاهد‏ جديد‏، يحمل‏ الأمانة ويكمل‏ مسيرة‏ الجهاد.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
أساليب التحقيق في السجون الاسرائيلية (الجزء الثالث)
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أساليب التحقيق في السجون الاسرائيلية (الجزء الاول)
» أساليب التحقيق في السجون الاسرائيلية (الجزء الثاني)
» كيف تستطيع المخابرات الاسرائيلية الوصول للمقاومين الفلسطينيي
» جميع حلقات برزن بريك الجزء الرابع حصرياً(1-5) مترجمة وعلى اك

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتديات ســــــــــــــــحـــــــر العــــــــــــــــــــيون :: المنتديات العامه :: المنتدى العام المفتوح-
انتقل الى: